ومنها : حذف ألف الحارث ومالك وخالد ونحو ذلك.
ومنها : حذف همزة أبي فلان عند النداء ، نحو ياباسعيد ، وغير ذلك.
كما أنه تعارف عندهم إثبات أشياء في الكتابة دون القراءة مثل كتابة الواو « عمرو » ليفرق عن عمر ، ومثل كتابة ألف بعد واو الجمع ... وغير ذلك مما هو مقرّر في فنّ النسخ والخط.
الحادية والعشرون : أجمع العلماء على أنّه لا ينبغي لكاتب الحديث وغيره أن يصطلح مع نفسه كتابة رمز لا يعرفه الناس ، فيوقع غيره في حيرة فهم مراده ، ومثّل له في المقدّمة ـ ص ٣٠٥ ـ بقوله : كفعل من يجمع في كتابه بين روايات مختلفة ، ويرمز إلى رواية كلّ راوِ بحرف واحد من اسمه أو حرفين وما أشبه ذلك ، فإن بَيَّن في أول كتابه أو آخره مراده بتلك العلامات والرموز فلا بأس ـ ثمّ قال ـ : ومع ذلك فالأوْلى أن يتجنّب الرمز ، ويكتب عند كلّ رواية اسم راويها بكماله مختصراً ، ولا يقتصر على العلامة ببعض.
اُنظر : مقباس الهداية للمامقاني : ٣ / ١٠٥ ذيل تنقيح المقال ، وصول الأخيار : ١٩٠ ، تدريب الراوي : ٢ / ٩٢ وغيرها.
الثانية والعشرون : تعدّ الدوالي ـ أعني : النقط في آخر الجمل ، والفواصل في آخر العبارات ، والخطوط ، والشارحات ، وعلامات التعجّب ، والاستفهام ، والأقواس ، والمعقوفات ، والقويسات ، وغير ذلك ـ من الرموز التي يوضّح بها المعنى.
الثالثة والعشرون : يرى متصدّو تحقيق التراث الالتزام بقواعد رسم الكتابة المتّفق عليها قديماً إلّا في أشياء درج عليها المعاصرون ، مثل رسم (مئة) و (الحارث) و (إسحاق) ، ونقطتي الياء المتطرّفة للتفريق بينها وبين المقصورة ، والفصل في الأعداد المركّبة ، مثل : ثلاث مائة ، على أن يدوّن المحقّق في المقدّمة مادرج عليه كاتب النسخة من رسم الكتابة ، وأن يوضّح ذلك بأمثلة في جميع ماصنعه (١).
____________________________
(١) اُسس تحقيق التراث العربي ومناهجه ، التقرير الخاصّ : ١٧.