ومتشابهه ، مفسراً
مجمله ، ومبيناً غوامضه ، بين مأخوذ ميثاق في علمه ، وموسّع على العباد في جهله ، وبين مثبت في الكتاب فرضه ، ومعلوم في السنّة نسخه وواجب في السنّة أخذه ، ومرخّص في الكتاب تركه ، وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله ومباين بين محارمه من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه ، وبين مقبول في أدناه
، موسع في اقصاه » .
وقال عليه السلام : « أم
أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه ؟ أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ؟ أم أنزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر
الرسول صلّی الله عليه وآله وسلّم عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول : « مَّا
فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ » وقال : « تِبْيَانًا
لِّكُلِّ شَيْءٍ ». وذكر انّ الكتاب
يصدّق بعضه بعضا ، وانّه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه : «
وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا » وان القرآن ظاهره أنيق
وباطنه عميق لاتفنى عجائبه ، ولا تكشف الظلمات إلّا به » .
وعن الريان بن الصلت قال :
« قلت للرضا عليه السلام يا إبن رسول الله ما تقول في القرآن ؟
فقال : كلام الله ، لا تتجاوزوه
، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا » .
وجاء فيما كتبه الإمام
الرضا عليه السلام للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين :
« وإنّ جميع ما جاء به
محمد بن عبدالله هو الحق المبين ، والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وانبيائه وحججه.
والتصديق بكتابه الصادق
العزيز الذي « لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » وانه المهيمن على الكتب كلّها ، وانه حق من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصه وعامه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخه ،
____________________________