وبهذا القسم من الأحاديث
استدل الشيخ الصدوق على ما ذهب إليه من عدم تحريف القرآن .
القسم الرابع الأحاديث الآمرة بالرجوع إلى القرآن الكريم واستنطاقه
وهي كثيرة جداً ، نكتفي هنا
منها بما جاء في كتب وخطب أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام.
قال عليه السلام في خطبة
له ينبّه فيها على فضل الرسول والقرآن :
« أرسله على حين فترة من
الرّسل ، وطول هجعة من الاُمم وانتقاض من المبرم فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن.
فاستنطقوه ولن ينطق ، ولكن
اخبركم عنه ، الّا إنّ فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم » .
وقال عليه السلام :
« واعلموا ان هذا القرآن
هو الناصح الذي لايغش ، والهادي الذي لايضلّ ، والمحدّث الذي لايكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى أو نقصان في عمى ، واعلموا انّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا
لاحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال ، فاسألوا الله به
وتوجهوا إليه بحبه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجه العباد إلى الله بمثله.
واعلموا إنّه مشفّع مشفّع
، وقائل مصدّق ، وإنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه ، ومن محَلَ به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فإنّه ينادي مناد يوم
القيامة : إلّا إنّ كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا من حرثته واتباعه ، واستدلّوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه أرائكم ،
____________________________