استأنى بالسبي بضع عشرة ليلة ، لكي يقدم عليه وفد هوازن ، ثم بدأ بقسمة
الغنائم ، ثم قدم عليه الوفد مسلمين ، فقال لهم : أيهما أحب إليكم : السبي أم الأموال؟!
فاختاروا السبي . إذ لا معنى لتخيير الوفد بين الأمرين إذا كان قد قسم
السبي بين المقاتلين.
بل لا معنى
لذلك إن كان قد قسم الأموال أيضا ..
هل استجاب للوفد أم للشيماء؟! :
ولا نرى أن ثمة
تعارضا بين أن يكون «صلىاللهعليهوآله» قد أرجع السبي إجابة لطلب الشيماء ، أو إجابة لطلب وفد
هوازن .. إذ الظاهر هو :
أن وفد هوازن
قد جاء حين شفعت الشيماء في السبي ، فشفع الوفد في السبي أيضا بنفس الطريقة ،
وعبّر عن نفس الفكرة .. فاستجاب «صلىاللهعليهوآله» لها ولهم ، وعلمها وعلمهم كيفية الكلام مع المسلمين ،
الذين كانوا يعتقدون أن لهم في السبي حقا .. وفق ما شرحناه في موضع سابق ..
فاستجاب الناس
.. ووهبوا ما رأوا أنه نصيبهم ، إلا الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن ..
منطق الأجلاف :
وقد برر عيينة
بن حصن ، والأقرع بن حابس امتناعهما عن هبة سهميهما :
__________________