إنتظار الوفد :
قال الصالحي الشامي : في انتظار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بقسم غنائم هوازن إسلامهم ، جواز انتظار الإمام بقسم الغنائم إسلام الكفار ودخولهم في الطاعة فيه ، ورده عليهم غنائمهم ومتاعهم (١).
ونلاحظ على كلامه هذا : أن انتظار النبي «صلىاللهعليهوآله» لوفد هوازن لم يتضمن تصريحا منه ، بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد انتظر أن يأتوه بإسلام قومهم .. فلعله «صلىاللهعليهوآله» انتظرهم لأجل الحديث عن فدائهم ، أو لأجل أن يطلبوا هم من المسلمين ومن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» المن على السبايا ، وإطلاق سراحهم ..
فقد قدمنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» كان يترقب إسلام هوازن في وقت قريب. ولو أن السبي انتقل إلى أيدي الناس ، فلربما يشكّل ذلك مانعا لدى الكثيرين منهم عن الدخول في هذا الدين ، بصدق نية ، وسلامة طوية.
بل إن القبائل التي لها سبي بهذه الكثرة ـ حتى إن كل بيت فيها كانت له بنت ، أو أخت ، أو زوجة ، أو ولد ـ حتى لو دخلت في الإسلام .. فلربما تحدث أمور لا تحمد عقباها ، ولا سيما إذا أراد أهل النفاق استغلال هذا الأمر ، الذي يتحسس منه الإنسان العربي بصورة كبيرة ..
وقد أوضحنا ذلك فيما سبق ، فلا حاجة للإعادة.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٥٠ و ٥٨١.