٧ ـ ولا أدري
لماذا يسيؤون إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حين ينسبون إليه قوله عن المخنث : «لا أرى هذا يعلم
ما ها هنا».
أو
قولهم : «ولا يرى رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه يفطن لشيء من أمور النساء ، مما يفطن الرجال إليه ،
ولا يرى أن له في ذلك إربا».
أو
أنه «صلىاللهعليهوآله» قال
: «لا أرى الخبيث يفطن لما أسمع». ثم يظهر خلاف ما توقعه
أو رآه «صلىاللهعليهوآله».
سواء
قلنا : إن المراد
بالمخنث هو الذي لا إرب له في النساء ، كما تقدم في الرواية ، أو من لا هم له في
النساء كما نسبه الصالحي الشامي إلى عرف السلف ، لأن من لا يكون له في النساء إرب ليس بالضرورة أن لا
يفطن لما يفطن إليه الرجال.
أو
قلنا : بأنهم قيل لهم
مخنثون ، «لأنه كان في كلامهم لين ، وكانوا يختضبون بالحناء كخضاب النساء ، لا
أنهم يأتون الفاحشة الكبرى» .
فإن لين كلامهم
لا يجعلهم يجهلون خصوصيات الجمال في النساء ، أو لا يفطنون لشيء من أمور أمورهن.
وكذلك الحال لو
فسر المخنث بالذي يؤتى في دبره ، فإن ذلك لا يجعله ، غير عارف بخصوصيات النساء ،
ولا يحسن وصفهن ..
__________________