الاستغفار والتّوبة وفي هذا فضل الطّمع لك في حاجتك إن شاء الله ، وزعموا أنَّه كان في زمن من الأزمان ملك عظيم الصوت في العلم ، رفيق سايس يحبُّ العدل في أمّته والاصلاح لرعيّته ، عاش بذلك زماناً بخير حال ، ثمّ هلك فجزعت عليه أمته وكان بامرأة له حمل فذكر المنجمون والكهنة أنَّه غلام وكان يدبّر ملكهم من كان يلي ذلك في زمان ملكهم فاتّفق الامر كما ذكره المنجمون والكهنة وولد من ذلك الحمل غلام فأقاموا عند ميلاده سنّة بالمعازف والملاهي والاشربة وإلّا طعمة ، ثمّ إنَّ أهل العلم منهم والفقة والرّبّانييّن قالوا لعامّتهم : أنَّ هذا المولود إنّما هو هبة من الله تعالى وقد جعلتم الشكر لغيره وإن كان هبة من غير الله عزَّ وجلَّ فقد أديتم الحق إلى من أعطاكموه واجتهدتم في الشكر لمن رزقكموه ، فقال لهم العامّة : ما وهبه لنا إلّا الله تبارك وتعالى ، ولا امتنَّ به علينا غيره ، قال العلماء : فإن كان الله عزَّ وجلَّ هو الّذي وهبه لكم فقد أرضيتم غير الّذي أعطاكم وأسخطهم الله الّذي وهبه لكم فقالت لهم الرّعيّة : فأشيروا لنا أيّها الحكماء وأخبرونا أيّها العلماء فنتّبع قولكم ونتقبّل نصيحتكم ، ومرونا بأمركم ، قالت العلماء : فإنّا نرى لكم أن تعدلوا عن اتباع مرضات الشيطان بالمعازف والملاهي والمسكر إلى ابتغاء مرضات الله عزَّ وجلَّ وشكره على ما أنعم به عليكم أضعاف شكركم للشيطان حتّى يغفر لكم ما كان منكم قالت الرعية : لا تحمل أجسادنا كلّ الّذي قلتم وأمرتم به ، قالت العلماء : يا أولى الجهل كيف أطعتم من لاحق له عليكم وتعصون من له الحقُّ الواجب عليكم وكيف قويتم على ما لا ينبغي وتضعفون عمّا ينبغي؟! قالوا لهم : يا أئمّة الحكماء عظمت فينا الشهوات وكثرت فينا اللذات فقوينا بما عظم فينا منها على العظيم من شكلها وضعفت منّا النّيّات فعجزنا عن حمل المثقلات فارضوا منّا في الرُّجوع عن ذلك يوماً فيوماً ، ولا تكلّفونا كلَّ هذا الثقل. قالوا لهم : يا معشر السفهاء ألستم أبناء الجهل وإخوان الضلال حين خفت عليكم الشقوة وثقلت عليكم السعادة ، قالوا لهم : أيّها السادة الحكماء والقادة العلماء إنّا نستجير من تعنيفكم إيّانا بمغفرة الله عزَّ وجلَّ