ومع توالي الأيّام أصبح" قصر الصنوبر" مخصّصا لإقامة السفير الفرنسي ، وعند نشوب الحرب الداخليّة عام ١٩٧٥ تعرّض القصر للعديد من القذائف التي دمّرت جوانب عدّة منه ، الأمر الذي حدا بالسفير إلى مغادرته. ثمّ استقرّت فيه قيادة المراقبين الفرنسيّين. ويشار هنا ، إلى أن الدولة الفرنسية قدّمت قطعة كبيرة من الأرض أنشئت عليها سوق شعبية في محلة المزرعة ، ممّا جعل المنطقة مزدهرة تجاريا. وتصف ريما زهار حالة القصر اليوم ، بأنّه إلى جهته الخارجيّة الشرقيّة مساحة مغطّاة بالعشب قبالة درج المدخل ، توزّعت فيها أحواض كبيرة من الزهور ، وخصّصت للإستقبالات الكبرى. وإلى الغرب مسبح وملعب لكرة المضرب ومساحة مخصّصة للمشي تحميها أشجار صنوبر وأوكاليبتوس ، وإلى جانبها المباني الملحقة المخصّصة للحرس والخدم والتي تحوي مرائب سيارات ومراكز للتفتيش ، وقد بدت عصريّة بأجهزتها وصحونها اللاقطة. وتفصل عن الخارج بوابة سوداء كبيرة مزخرفة بأسلوب شرقيّ نقش عليها نجوم من ذهب مختلفة الأحجام ، وعلى جانبي البوّابة وفي وسطها أربعة أعمدة مزينة. أمّا هندسة القصر من الداخل فتشكّل نموذجا في فنّ العمارة العثمانيّة القديمة. وهو يمتدّ على مساحة حوالى ١٣ هكتارا ، بدءا بالسور الخارجي المرمّم بكامله مرورا بالحديقة وصولا إلى الغرف والممرّات الداخليّة التي يحمل تصميمها أبعادا فنيّة جماليّة. المبنى بطبقتيه تزيّنه الحجارة الصفراء ، وهناك تسع درجات عريضة تؤدّي إلى ممرّ خارجي ، حوله قناطر اتّكأت على أعمدة كلّلتها زخرفة شرقيّة. واللمسات الشاعريّة على الواجهة الخارجيّة لا تكتمل إلّا ببعض نقوش وكتابات منها : " أقلّ الناس قيمة أقلّهم علما"." إعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا" ، " ربّ أخ لك لم تلده أمك" ، " المرء يصونه قلبه ولسانه". ويتألّف المدخل من قنطرة عالية وباب خشبيّ ضخم مزخرف باسلوب عربيّ طوله ١٥ مترا وعرض كل دفّة منه