فتح «كور» دجلة .
وسواء اعتمدنا
سيفا أو المخبرين الآخرين ، وبالرغم من اختلافاتهم ، فإن قراءة نقدية للنصوص تحملنا
على الاقتناع بأن عملية عسكرية ثانوية للتلهية جرت بين سنة ١٤ و ١٦ ه ، وقد كانت بقيادة عتبة بن غزوان
وبتوجيه من المدينة. ولا شك أن جموع بكر المقيمين بالحدود قد أشاروا بها . فتسببت هذه الحركة في هجرة محدودة . وكانت عملية ضعيفة المدى حدثت بأسفل دجلة ، فتم الاستيلاء
على الأبلّه ـ مقر الحامية الفارسية ـ ودستميسان والفرات . وكان من السهل انهاؤها مما يفسر أن العرب المهاجرين
تكاثروا بسرعة. ولا شك أن ذلك قد وقع منذ سنة ١٥ ه بعد القادسية مباشرة. وكان على
هذه الغزوات أن تكتسب لها قاعدة فقامت الخريبة بذلك. وقد أكدت بعض الأخبار أن
العرب بنوا سبع قرى محصنة هي الدساكر . ولعل المعسكر في هذه الصورة اتخذ شكل منشأة قروية متفرّقة
، فكان نواة للبصرة العتيدة . لكن ذلك يبدو متناقضا مع أقوال هذه المصادر بالذات بخصوص
إقامة معسكر من الخيام ، وأكواخ من القصب ، القصب الذي يقتلعه العرب في كل حملة
لكي يتمّ تركيبه عند العودة . من رأينا أنه ينبغي رفض فكرة بناء هذه
__________________