وابن شقير ، وابن الخياط ، وابن السراج ، وغيرهم (١) ، وتخرج على يده عدد من التلاميذ أكثرهم دمشقيون.
وكانت ثقافة الزجاجي نموذجا من ثقافة العلماء في القرن الرابع ، ذلك القرن الذي حفل بنتاج خصب للعقلية العربية الإسلامية في أوج نضجها ورقيها. فكان من أكثر العلماء طلبا للعلم وأنشطهم في التأليف ، وكانت تآليفه شاملة للنحو والصرف واللغة والأدب ..
وكان على إلمام ببعض اللغات المعروفة في عصره ، وقد ذكر ذلك ولكنه لم يعين تلك اللغات فقال في معرض كلامه على أقسام الكلام وأنها لا تخرج عن اسم وفعل وحرف : «وقد اعتبرنا ذلك في عدة لغات عرفناها سوى العربية فوجدناه كذلك (٢)».
وكانت ثقافته موضع تقدير القوم في عصره ، فقد أثنوا عليه وعوّلوا على تصانيفه حتى ظهر الفارسي وابن جني فأخملاه وما وجدت أحدا من العلماء تكلم عليه بسوء أو وجد إلى الطعن فيه سبيلا غير أبي علي الفارسي الذي قال حين وقف على بعض مسائل الزجاجيّ في النحو : «لو سمع
__________________
(١) انظر حديث الزجاجي عن أساتذته في كتابه الإيضاح في علل النحو : ٧٨ و ٧٩.
(٢) الإيضاح في علل النحو : ٤٥.