المقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
تعود صلتي بأبي القاسم الزجّاجي إلى سنوات عشر اطلعت خلالها على بعض آثاره فأعجبني فيها روحه وعلمه ، وتتبعت مؤلفاته فزادتني إعجابا به وتقديرا له ، ورأيت فيه أحد أعلام القرن الرابع للهجرة ، ذلك القرن الذي بلغت الثقافة الإسلامية فيه مبلغا رائعا من الخصب والشمول ، والذي ضرب الفكر الإسلامي فيه مثلا رائعا في الحيوية والنشاط ووفرة التأليف ، وفي النضج وبعد الغور ...
ورأيت في الزجاجي واحدا ممن كادوا يضيعون في غمرة الدويّ العظيم الذي خلّفه أمثال أبي علي الفارسي (٣٧٧ ه) وتلميذه الفذ أبي الفتح عثمان ابن جني (٣٩٢ ه).
وعدت إلى سيرة الزجاجي وآثاره فإذا هو من أكثر علماء عصره حيوية ونشاطا في ميادين النحو واللغة والأدب ، وإذا هو صاحب الصوت المدوّي قبل أن يغلب على الأسماع صوت الفارسي وابن جني ، وإذا كتابه (الجمل)