رداءه واجلسنى عليه ثم صعد منبره واقعدنى معه فرفع يديه وحمد الله واثنى عليه واجتمع الناس اليه فقال لهم ايها الناس هذا وائل بن حجر قد اتاكم من ارض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا فى الله ورسوله وفى دينه بقية ابناء الملوك فقلت يا رسول الله ما هو الا ان بلغنا ظهورك ونحن فى ملك عظيم وطاعة عظيمة فاتيتك راغبا فى الله وفى دينه قال صدقت وعن وائل بن حجر قال جئت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال «هذا وائل بن حجر جاءكم لم يحثكم رغبة ولا رهبة جاءكم حبا لله ولرسوله» وبسط رداءه واجلسه الى جنبه وضمه اليه وصعد به المنبر فخطب الناس فقال ارفعوا به فانه حديث عهد بالملك فقلت ان أهلى غلبونى على ملكى فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم «أنا اعطيكه وأعطيك ضعفه» الحديث رواه الطبرانى بسند لا بأس به وذكره ابن سعد وأبو عمر بأبسط من هذاين يزيد احدهما على الاخر قال أبو عمر هو وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل الحضرمى يكنى (١) من اقيال حضرموت وكان أبوه من ملوكهم وروى الطبرانى وأبو نعيم ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم اصعده على المنبر ودعا له ومسح رأسه وقال «اللهم بارك فى وائل وولده وولد ولدوه» ونؤدى الصلاة جامعة ليجتمع الناس سرورا لقدوم وائل بن حجر وامر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم معاوية ابن أبى سفيان ان ينزله منزلا بالحيرة فمشى معه ووائل راكب فقال له معاوية اردفنى قال لست من ارداف الملوك قال فالق لى نعليك قال لا لأنى لم اكن لألبسها وقد لبستها قال ان الرمضاء احرقت قدمى قال إمشى فى ظل ناقتى كفاك به شرفا فلما اراد الشخوص الى بلاده كتب له صلىاللهعليهوآلهوسلم كتابا بما طلب وزيادة تقدم فى الفصل الخامس قلت وهذه اصح الروايات لم يثبت ان معاوية ذهب الى حضر موت او غيرها من البلاد اليمانية
فصل فى وفد أحمس بطن من بجيلة
قال ابن سعد رحمهالله تعالى وفد قيس بن عذرة الأحمسى على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فى مائتين وخمسين رجلا من أحمس فقال لهم النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم «من أنتم» قال أحمس الله تعالى وكان يقال لهم ذلك فى الجاهليه فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنتم اليوم لله وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لبلال «اعط ركب بجيلة وأبدء بالأحمسيين» ففعل وعن طارق بن شهاب رضى الله عنه قال قدم وفد بجيلة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال «اكتبو البجليين وابدؤا بالأحمسيين»
__________________
(١) بياض فى الأصل