ثم طفنا بكعبةِ الحسنِ منها |
|
واعتكفنا بها بهجرِ سواها |
واستلمنا لأسودِ الخالِ منها |
|
و شِفاهٍ قد أنعشتنا شِفاها (٢٤) |
وسعينا بصفوِ عيشٍ هَنِيِّ |
|
مَرِءٍ (٢٥) لا بمروةٍ وصفاها |
( ٣٠ ) فأراشت (٢٦) لنا الليالي سهاما |
|
من صروف النوى (٢٧) فجدَّ جفاها |
فتداعت إلى الفراق رفاقُ الاُنسِ منّا ونوَّهَت بدعاها |
وجرى ما جرى ولا تسألا عن |
|
حال أهل الهوى غداة نواها |
فلكم ثَمَّ من قلوب تهاوت |
|
مصعقات (٢٨) لفرط روعِ عراها |
وقلوب تطايرت لو شيك البَين (٢٩) منّا كأنَّ نافٍ نفاها |
لست أنسى على النقى (٣٠) وقفةَ التوديعِ والعينُ لا يكف بكاها |
ثم سارت مطيُّهم تذرع البيدَ ولكن قلوبنا تِلقاها |
وانثنينا بصفقةِ (٣١) الغُبْنِ (٣٢) ظُمياً |
|
للقاها واين منّا لقاها |
وكذا عادة الزمان بأهلِ الفضلِ لا زال مولعاً بجفاها |
فاسألاني به فإنّي خبير |
|
ذقتُ أحوالَهُ على استقصاها |
( ٤٠ ) برقهُ خُلَّبٌ (٣٣) وسحبُ أياديه جهامٌ (٣٤) لمن يروم استقاها (٣٥) |
لم يَهَبَ نعمةً بلا سلب اُخرى |
|
لبنيه ولا يدوم بقاها |
____________________________
(٢٤) يقال : شافهه شفاهاً ومشافهةً ، أي خاطبه فاه إلى فيه .
(٢٥) يقال : مَرِءَ الطعام أي صار مريئاً .
(٢٦) أراش السهم : ألزقَ عليه الريش .
(٢٧) النوى : البُعد .
(٢٨) يقال : صعق الرجل أي غشي عليه .
(٢٩) البين : الفراق .
(٣٠) النقى : مقصور ، وهو كثيب الرمل .
(٣١) يقال : صفق له بالبيع والبيعة ، أي ضرب يده على يده ، وبابه ضرب ، ويقال : ربحت صفقتك للشراء ، وصفقة رابحة وصفقة خاسرة .
(٣٢) الغُبن : الخداع والغلبة ، يقال : غبنه في البيع أو الشراء ، أي خدعه وغلبه .
(٣٣) يقال : برق خُلَب وسحاب خُلّب الذي لامطر فيه كأنّه خادع ، ومنه قيل لمن يعدُ ولا ينجز : إنّما أنت كبرق خُلّب .
(٣٤) الجهام بالفتح : السحاب الذي لا ماء فيه .
(٣٥) استقى استقاءاً : طلب ما يشربه .