نظرات سريعة في فن التحقيق (٤) |
أسد مولوي |
عدّة المحقّق وحاجاته اللازمة
لكل عامل آلات وحاجات يتوصل بها إلى عمله ، ومحقق التراث عامل ـ وإن اختلفت الأعمال في أساليبها ـ وهو محتاج إلى آلات عمله ، وفي هذه النظرة سنتحدّث عن قسم من هذه الحاجات :
١ ـ الكفاية الإقتصادية
لا أعني بالكفاية الإقتصادية أن يكون المحقّق واسع الغنىٰ متموّلاً من الطبقة العليا في امتلاك المال (طاغوتاً) فإنّ هذه الحالة الإجتماعية لا يؤمل من أهلها خير ولا يؤمن منهم شرّ ، فهم يشكّلون طبقة أوجدتها الأوضاع الشاذّة عن الحقّ ، و غذّاها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
و إنّما أعني بالكفاية أن يكون للمحقّق مورد دخل دارّ يكفيه مؤونة طلب العيش ، و يصون ماء وجهه أن يراق ، و يحفظ عليه حرّية فكره.
و إلّا .. فهل نأمل ممّن يكدّ في طلب رزقه أن يخرج لنا من رائع تراثنا كتاباً مضبوطاً .. أم نأمل منه أن يغضب فلاناً و علّاناً في تقويم عوج ما نشروه ، أو تصحيح خطأ ما كتبوه.
ولينظر القارئ إلى حالة
فريدة في التاريخ ، هي حالة علماء الشيعة الإمامية ـ