« قصيدة نهج الاُزرية »
الفصل الأول
في التشبيب والغزل
هذه رامةٌ (١) وهذي رباها |
|
فاحبسا الركب ساعةً في حماها |
وأنيخا بها المطايا وميلا |
|
للثرى وانشقا أريج (٢) شذاها (٣) |
وقفا بي ولو كلوث إزار |
|
علَّ نفسي تنال منها مناها |
واُسائِلْ طلولَها عن ظعونٍ |
|
سار قلبي لسيرها وتلاها |
واُؤدّي لها يسيرَ حقوقٍ |
|
من كثير وأين منّي أداها |
بمغانٍ (٤) حوت لحسنِ غوانٍ (٥) |
|
تتوارى الشموس تحت ضياها |
من ظباءٍ كوانسٍ (٦) بخدورٍ |
|
حجبتها ليوثها بضباها |
يا خليليَّ لا تلوما خليعاً |
|
خلعتْ نفسهُ غرامَ سواها |
واسعداني ـ سُعدتما ـ في غرامي |
|
إنّ خير الصحاب صحب صفاها |
( ١٠ ) أو دعاني بها أبُثُّ شجوناً |
|
كَلَمت (٧) مهجتي كلوم (٨) مُداها (٩) |
أنا فيها متيمٌ (١٠) وغرامي |
|
شاهد أنّني قتيل هواها |
____________________________
(١) رامة : اسم مكان تخيّله الشاعر مسكناً لأحبّائه الذين تغنّى بهم في مستهلّ قصيدته .
(٢) الأريج ، توهّج ريح الطيب ، تقول : أرج الطيب ، أي فاح .
(٣) الشذا : حدّة ذكاء الرائحة .
(٤) المغاني : جمع مغنى ، وهي المواضع التي كان بها أهلوها .
(٥) الغواني : جمع غانية ، وهي الجارية التي غنيت بحسنها وجمالها .
(٦) الكوانس : جمع كانِس ، وهو الظبي في ( كناسِه ) ، وهو موضعه في الشجر يكتنّ به ويستتر .
(٧) كَلَمت : أي جرحت .
(٨) الكُلوم : هي الجروح .
(٩) المُدی : جمع مدية وهي الشفرة .
(١٠) يقال : تيّمه الحب : عبّده وذلّله .