منهم ناسا مع مخارق ، فأرسل معه ستمائة من بكر بن وائل ، الأشرف فالأشرف ، وارتد أهل هجر عن الإسلام.
وعن الحسن بن أبى الحسن : أن الجارود قام فى قومه ، فقال : يا قوم ، ألستم تعلمون ما كنت عليه من النصرانية ، وإنى لم آتكم قط إلا بخير ، وإن الله تعالى بعث نبيه فنعى له نفسه وأنفسكم؟ فقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر : ٣٠] ، وقال : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً) [آل عمران : ١٤٤].
وفى حديث آخر ، أنه قام فيهم ، فقال : ما شهادتكم أيها الناس على موسى؟ قالوا: نشهد أنه رسول الله ، قال : فما شهادتكم على عيسى؟ قالوا : نشهد أنه رسول الله ، قال : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، عاش كما عاشوا ، ومات كما ماتوا ، وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك ، فلم يرتد من عبد القيس أحد.
وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال حين وفدوا عليه : «عبد القيس خير أهل المشرق ، اللهم اغفر لعبد القيس ثلاثا ، وبارك لهم فى ثمارهم» ، فخرجوا مسرورين بدعوته وأهدوا له من طرائف ثمارهم ، وثبتوا على الإسلام حين الردة.
وكان النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، استعمل أبان بن سعيد بن العاص (١) على البحرين ، وعزل العلاء بن الحضرمى ، فسأل أبان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أن يحالف عبد القيس ، فأذن له ، فحالفهم ، فلما بلغ أبان بن سعيد مسير من سار إليه مرتدين ، قال لعبد القيس : أبلغونى مأمنى ، فأشهد أمر أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فليس مثلى يغيب عنهم ، فأحيا بحياتهم ، وأموت بمماتهم ، فقالوا : لا تفعل ، فأنت أعز الناس علينا ، وهذا علينا وعليك فيه مقالة ، يقول قائل : فر من القتال ، فأبى وانطلق معه ثلاثمائة رجل يبلغونه المدينة ، فقال أبو بكر لأبان : ألا ثبت مع قوم لم يبدلوا ولم يرتدوا؟ فقال : ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم.
وذكر أبان من عبد القيس خيرا ، فدعا أبو بكر العلاء بن الحضرمى ، فبعثه إلى البحرين ، فى ستة عشر راكبا ، وقال : امض ، فإن أمامك عبد القيس ، فسار حتى بلغهم ، ومر بثمامة بن أثال الحنفى ، فأمده برجال من قومه بنى سحيم ، ولحق به ثمامة ، فخرج
__________________
(١) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٤) ، الإصابة الترجمة رقم (٢) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٢) ، نسب قريش (١٧٤ ، ١٧٥) ، طبقات خليفة (٢٩٨) ، الجرح والتعديل (٢ / ٢٩٥) ، تاريخ الإسلام (١ / ٣٧٦ ، ٣٧٨).