وفزنا على الأيام والحرب لاقح |
|
بجرد حسان أو برود غرائر |
وظلت فلال النرسيان وتمره |
|
مباحا لمن بين الدبا والأصافر |
أبحنا حمى قوم وكان حماهم |
|
حراما على من رامه بالعساكر |
وقال ، أيضا ، يذكر ملتقى القوم بالنمارق :
لعمرى وما عمرى علىّ بهين |
|
لقد صبحت بالخزى أهل النمارق |
نجوسهم ما بين أليس غدوة |
|
وبين قديس فى طريق البرارق |
بأيدى رجال هاجروا نحو ربهم |
|
يجوسونهم ما بين درتا وبارق |
وبين الرواة فيما تقدم من الأخبار اختلاف فى أسماء الأعاجم والأماكن ، وفى التقديم والتأخير لم أر لذكر أكثر ذلك وجها إلا ما كان منه زائدا فى الإمتاع ومحسنا انتظام الحديث.
ومما ذكروا أن عمرا ، رضياللهعنه ، تقدم به إلى أبى عبيد حين بعثه فى هذا الوجه وأوصاه بجنده ، أن قال له : إنك تقدم على أرض المكر والخديعة والخيانة والجبرية ، وتقدم على قوم جرءوا على الشر فعلموه ، وتناسوا الخير فجهلوه ، فانظر كيف تكون! واخزن لسانك ، ولا يفشون لك سر ؛ فإن صاحب السر ما ضبطه متحصن لا يؤتى من وجه يكرهه ، وإذا ضيعه كان بمضيعة.
حديث وقعة الجسر (١)
ويقال لها : وقعة القس ، قس الناطف ، ويقال لها : المروحة.
وقد جمعت الذي أوردت هنا من الحديث عن هذه الوقعة من أحاديث متفرقة أوردها الخطيب أبو القاسم ، رحمهالله ، فى كتابه عن سيف بن عمر وغيره ، يزيد بعضها على بعض ومما وقع إلىّ ، أيضا ، عن أبى الحسن المدائنى فى فتوح العراق ، وحديثه أطول افتضاضا وأشد اتصالا ، وقد جعلت هذه الأحاديث كلها على اختلافها حديثا واحدا ، إلا أن يعرض فيها ما يتناقض ، فإما أن أسقط ، حينئذ ، أحد النقيضين بعد الاجتهاد فيه وفى الذي أوثر إثباته منهما ، وإما أن أذكرهما معا وأبين ذلك ، وأنسبه إلى من وقع ذكره فى حديثه ، وكثيرا ما مضى عملى فى هذا الكتاب على هذا النحو ، وعليه يستمر ، إن
__________________
(١) انظر : الطبرى (٣ / ٤٥٤ ـ ٤٥٩) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٣٠١ ـ ٣٠٣) ، البداية والنهاية لابن كثير (٧ / ٢٧ ـ ٢٩) ، نهاية الأرب للنويرى (١٩ / ١٨٢ ـ ١٨٤).