وقال : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ٣٥ ، الأنبياء ، ٥٧].
وقال : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص : ٨٨]. وقال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) [الرحمن : ٢٦].
ثم قال : إن الله عمر محمدا وأبقاه حتى أقام دين الله وأظهر أمر الله وبلغ رسالة الله وجاهد أعداء الله حتى توفاه الله صلوات الله عليه وهو على ذلك وتركتم على الطريقة ، فلا يهلك هالك إلا من بعد البينة ، فمن كان الله ربه فإن الله حى لا يموت فليعبده ، ومن كان يعبد محمدا أو يراه ، إلها فقد هلك إلهه ، فأفيقوا أيها الناس واعتصموا بدينكم وتوكلوا على ربكم ، فإن دين الله قائم ، وإن كلمته باقية ، وإن الله ناصر من نصره ومعز دينه.
وإن كتاب الله بين أظهرنا هو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا ، وفيه حلال الله وحرامه ، لا والله ما نبالى من أجلب علينا من خلق الله ، إن سيوف الله لمسلولة ما وضعناها بعد ، ولنجاهدن من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلا يبقين أحد إلا على نفسه.
ثم انصرف وانصرف المهاجرون معه.
بيعة أبى بكر رضياللهعنه وما كان
من تحيز الأنصار إلى سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة ،
ومنتهى أمر المهاجرين معهم
قال ابن إسحاق (١) : ولما قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم انحاز هذا الحى من الأنصار إلى سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة ، واعتزل على بن أبى طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله فى بيت فاطمة ، وانحاز بقية المهاجرين إلى أبى بكر ، وانحاز معهم أسيد بن حضير فى بنى عبد الأشهل ، فأتى آت إلى أبى بكر فقال : إن هذا الحى من الأنصار مع سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة قد انحازوا إليه ، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا الناس من قبل أن يتفاقم أمرهم ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فى بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهله. قال عمر : فقلت لأبى بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من
__________________
(١) انظر : السيرة (٤ / ٢٨١).