والحارث بن هشام ـ جلوس بفناء الكعبة.
فقال عتّاب ـ أو خالد ـ بن أسيد : لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون يسمع هذا ، فيسمع ما يغيظه.
وقال الحارث : أما والله ، لو أعلم أنه محق لا تبعته.
فقال أبو سفيان : لا أقول شيئا ، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصا.
وقال بعض بني سعيد بن العاص : لقد أكرم الله سعيدا إذ قبضه قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة.
وقال الحكم بن أبي العاص : هذا والله الحدث العظيم ، أن يصيح عبد بني جمح على بنية أبي طلحة.
وقال الحارث بن هشام : إن يكن الله تعالى يكرهه فسيعيره.
وفي رواية : أن سهيل بن عمرو قال مثل قول الحارث.
فأتى جبريل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فأخبره خبرهم ، فخرج عليهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : «قد علمت الذي قلتم».
فقال الحارث وعتاب : نشهد إنك رسول الله ، ما اطلع على هذا أحد كان معنا ، فنقول : أخبرك (١).
وفي رواية : أن الحارث بن هشام قال : ما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا؟!
__________________
(١) دلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ٧٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٤٨ و ٢٤٩ عن أي يعلى ، وابن هشام ، والبيهقي عن ابن إسحاق ، وابن أبي شيبة ، والأزرقي والواقدي ، وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠١ و ١٠٢ وراجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٤٦ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٧ و ٨٨.