تسعة أشهر .. لا يختص بأبي بكر ، فإن سائر الناس تحمل أمهاتهم بهم تسعة أشهر ، ولعل كثيرات منهن يرضعن أبناءهن واحدا وعشرين شهرا ، فلا خصوصية تستحق التنويه بهذا الأمر ، ولذلك نقول :
إن الأقرب في معنى الآية هو : الإخبار عن أمر له آثار تشريعية ، ومن حيث هو خصوصيته في التكوين ، وهو ما أشار إليه أمير المؤمنين «عليهالسلام» : من أن ضم هذه الآية إلى قوله تعالى : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) (١).
أو قوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ) (٢). ينتج : أن أقل مدة الحمل ستة أشهر (٣).
ثانيا : إن أبا بكر أسلم في سنة سبع من البعثة ، أي بعد أن تجاوز سن الأربعين بعدة سنوات ، حسبما قدمناه في تاريخ إسلامه .. وأما أبوه فلم
__________________
(١) الآية ١٤ من سورة لقمان.
(٢) الآية ٢٣٣ من سورة البقرة.
(٣) راجع : تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٤ ص ١٥٧ وتيسير الوصول ج ٢ ص ٩ و ١١ والموطأ ج ٢ ص ١٧٦ وعمدة القاري ج ٢١ ص ١٨ والبرهان ج ١٤ ص ١٧٤. وراجع : المصنف للصنعاني ج ٧ ص ٣٥٠ و ٣٥٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٤٤٢ وتذكرة الخواص ص ١٤٨ والدر المنثور ج ١ ص ٢٨٨ وج ٦ ص ٤٠ والمناقب للخوارزمي ص ٩٤ ومختصر جامع بيان العلم ص ٢٦٥ والرياض النضرة ج ٣ ص ١٤٢ وكفاية الطالب ص ٢٢٦ وتفسير النيسابوري ج ٦ ص ١٢٠ وذخائر العقبى ص ٨٢ والتفسير الكبير للرازي ج ٢٨ ص ١٥ والأربعين للرازي ص ٤٦٦ وكنز العمال ج ٥ ص ٤٥٧ وج ٦ ص ٢٠٥ وعن ابن أبي حاتم ، والعقيلي ، وابن السمان ، وعبد بن حميد ، وجامع بيان العلم ص ٣١١.