قد استدل القائلون بفتح مكة صلحا : بأن ما جرى في مر الظهران يعتبر صلحا.
ونقول :
أولا : قد ذكرنا فيما تقدم : أن أبا سفيان قد اعتقل من قبل أولئك الذين أرسلهم النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وحدد لهم مكانه بدقة .. ولم يذكر التاريخ ولو كلمة واحدة عن أية مفاوضات جرت بين أبي سفيان وبين رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حول دخول مكة عنوة أو صلحا ، أو عدم دخولها.
ثانيا : إن أبا سفيان بعد أن أعلن إسلامه ، لم يكن يصح أن يعتبر نفسه مسلما ، ثم أن يعتقد بأن له الحق في أن يصالح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، أو أن يفاوضه في شأن مكة ، أو في شأن غيرها ..
ثالثا : إن إهدار دم جماعة ممن ارتكبوا جرائم في حق الدين وأهله ، ما هو إلا قرار نبوي خالص ، وقد كانت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان في جملة الذين أهدر النبي «صلىاللهعليهوآله» دمهم. ولم يكن أبو سفيان ليرضى بقتل زوجته ، أو بقتل عكرمة بن أبي جهل ، أو صفوان بن أمية وغيرهم ، بل هو ينقض ألف صلح وعقد وعهد من أجل حفظهم ، فكيف يعقد صلحا تكون نتيجته قتل كثير من أصفيائه وأحبته؟!
٢ ـ بالنسبة للتأويلات التي ذكروها نقول :
ألف : ادّعى القائل بفتح مكة صلحا : بأن الأمان الذي أعطاه «صلىاللهعليهوآله» لمن دخل المسجد ، أو دار أبي سفيان ، أو أغلق بابه ، أو ألقى سلاحه ، أو لجأ إلى راية أبي رويحة .. قد أعطي لهم زيادة في الإحتياط.