وسيأتي في مذينب من رواية ابن زبالة أن بطحان يأتي من الحلابين حلابي مصعب على سبعة أميال من المدينة أو نحو ذلك ، وفي رواية له أن بطحان يأتي من صدر جفاف.
فيتلخص أنه يأتي من الحلابين فيصل أولا إلى وادي جفاف ، ثم إلى بطحان ، ولهذا استغنى ابن زبالة وغيره ببطحان عن إفراد جفاف بالذكر ، وجعل المطري ومن تبعه الترجمة لجفاف ، قالوا : ووادي جفاف على موضع في العوالي شرقي مسجد قباء ، اه.
ويفهم من أطراف كلام ابن شبة : أن ابتداء وادي بطحان من جسر بطحان ، وذلك بقرب الماجشونية وآخره في غربي مساجد الفتح ، ويشاركه رانونا في المجرى من الموضع الذي في غربي المصلى وما والاه من القبلة ، لأنها تصبّ فيه كما سيأتي ، والذي يقتضيه كلام غيره أن الماجشونية وتربة صعيب من بطحان.
وادي رانونا
ومنها : رانونا ، ويقال : رانون ـ قال ابن شبة : وأما سيل رانون فإنه يأتي من مقمة في جبل في يماني عير ومن حرس شرقي الحرة ، ثم يصب على قرين صريحه ثم سد عبد الله بن عمرو بن عثمان ، ثم يفترق في الصفاصف فيصب في أرض إسماعيل ومحمد ابني الوليد بالقصبة ، ثم يستبطن القصبة حتى يعترض قباء يمينا ، ثم يدخل غوسا ثم بطن ذي خصب ، ثم يجتمع ما جاء من الحرة وما جاء من ذي خصب ، ثم يقترن بذي صلب ، ثم يستبطن السرارة حتى يمر على قعر البركة ثم يفترق فرقتين ؛ فتمر فرقة على بئر جشم تصب على سكة الخليج حتى تفرغ في وادي بطحان ، وتصب الأخرى في وادي بطحان ، اه.
وفي رواية لابن زبالة عن عبد الله بن السائب قال : رانونا تأتي من بين سد عبد الله بن عمرو بن عثمان وبين الحرة وتلقى هي وواد آخر عند الجبل الذي يقال له مقمن أو مكمن.
وقال ابن زبالة : وأما ذو صلب فيأتي من السد ، وأما ذو ريش فيأتي من جوف الحرة ، ثم قال في رواية أخرى : إن صدر سيل ذي صلب من رانونا ، وصدر رانونا يأتي من التجنيب ، ثم يسكب ذو صلب ورانونا في سد عبد الله بن عمرو بن عثمان ، ثم في ساخطة وأموال العصبة ، ثم في غوسا ، ثم في بطحان ، ثم يلتقي هو وبطحان عند دار الشواترة ، وهي عداد بني زريق ، ويزعمون أنهم من عاملة ، اه.
والسد موجود في تلك الجهة ، ولكنه لا يضاف اليوم لعبد الله المذكور ، قال المراغي : والسد لا يعرف اليوم بهذا الاسم ، ولعله المعروف بسد عنتر ؛ لانطباق الوصف عليه ، وساخطة لا تعرف ، ولعلها مزرعة السد ، وغوسا غير معروفة ، ولعله أراد حوسا ـ بالحاء المهملة ـ وهي معروفة بقباء ، ويشرب من رانونا ، ووقع في الاسم تغيير ، اه. وقال نصر : عوسا قريب قباء.