فقام زكريا عليه السّلام بأمر الله وهو «زكريا بن ايم» ويروى ابن (اردن) واتبعه المؤمنون من ولد داود من سبط يهودا.
وكان زكريا متزوجا (ايساع) اخت (حنة) (أم مريم أمّ عيسى).
وروي ان زكريا عليه السّلام لم يزل خائفا من اليهود مستخفيا ، ثم هرب منهم فالتجأ الى شجرة فنشرت لحاها ثم نادته «يا زكريا ادخلني» فدخلها فانضم عليه اللحاء فلم يوجد فاتاهم ابليس فدلهم عليه فاتوا الشجرة فنشروها ونشروه عليه السّلام معها فروي ان الله عز وجل قبض روحه قبل وصول المنشار إليه ، ورفع عنه الألم.
وكان الله أوحى إليه قبل ذلك أن يسلّم مواريث الأنبياء وما في يديه الى عيسى عليه السّلام وروي في خبر آخر ان الله أوحى الى زكريا أن يستودع النبوّة ومواريث الأنبياء وما في يديه الى نبي من بني اسرائيل يقال له (اليسابغ).
فقام اليسابغ عليه السّلام بما أوصاه به زكريا عليه السّلام من أمر الله جل وعلا وأعطاه ثلاث آيات متظاهرات بيّنات ليريها بني اسرائيل فأبى أكثرهم إلّا طغيانا وكفرا.
فعند ذلك ملك (دارا بن شهزادان) اثنتي عشرة سنة وهو أوّل من صنع السكك وأعد لنفسه الأموال والخزاين فلما أراد الله أن يقبض (اليسابغ) أوحى إليه أن يستودع النور والحكمة والاسم الأعظم ابنه «روبيل».
وقام روبيل بن اليسابغ بأمر الله جل وعز وتدبير ما استودعه وملك في أيامه (دارا بن شهزادان) أربع عشرة سنة وبعد سنة من ملكه بنى مدينة وسمّاها «داراجرد» ثم ملك بعده (الاسكندر) أربع عشرة سنة وذلك كلّه في وقت إمامة (روبيل).
وقتل «الاسكندر» (دارا بن دارا) وهدم بيوت النيران وقتل (الهرابذة) وكان في زمانه العدل والإنصاف فلما مات (الاسكندر) وكان أصحابه يعبدون الحجارة فحملوه في