علي الهادي عليه السّلام
وقام أبو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر بسر من رأى مقام أبيه عليهما السّلام.
وروي عن محمد بن الفرج وغيره قال : دعاني أبو جعفر عليه السّلام فأعلمني ان قافلة قد قدمت وفيها نخاس معه رقيق ودفع إليّ صرّة فيها ستون دينارا ووصف لي جارية معه بحليتها وصورتها ولباسها وأمرني بابتياعها فمضيت واشتريتها بما استلم وكان سومها بها ما دفعه الي. فكانت تلك الجارية أم أبي الحسن واسمها جمانة وكانت مولدة عند امرأة ربّتها.
واشتراها النخاس ولم يقض له أن يقربها حتى باعها. هكذا ذكرت.
وروى محمد بن الفرج وعلي بن مهزيار عن أبي الحسن عليه السّلام انّه قال : أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنّة ما يقربها شيطان مريد ولا ينالها كيد جبّار عنيد وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام ، ولا تتخلف عن امهات الصديقين والصالحين.
وكانت ولادته (صلّى الله عليه) ـ مثل ولادة آبائه عليهم السّلام ـ في رجب سنة أربعة عشرة ومائتين من الهجرة ، وحمل الى المدينة وهو صغير في السنة التي حجّ فيها أبو جعفر عليه السّلام بابنة المأمون وزوجته.
وروى الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه ان أبا جعفر عليه السّلام لما أراد الشخوص من المدينة الى العراق أجلس أبا الحسن عليه السّلام في حجره وقال له : ما الذي تحبّ أن يهدى إليك من طرائف العراق؟
فقال : سيفا كأنّه شعلة.
ثم التفت الى موسى ابنه فقال له : ما تحبّ أنت؟
فقال له : فرش بيت.
فقال أبو جعفر : اشبهني أبو الحسن ، وأشبه هذا أمه.
وحدث الحميري عن الحسن بن علي بن هلال عن محمد بن اسماعيل بن بزيغ قال : قال لي أبو جعفر : يفضى هذا الأمر الى أبي الحسن وهو ابن سبع سنين ، ثم قال : نعم وأقل