وروي عن الحسين بن علي الوشاء قال : دخلت على الرضا عليه السّلام فقال لي : كان أبي البارحة عندي فرآني اتفزع ، فقال لي في النوم شيئا ثم قال : نومتنا ويقظتنا بمنزلة واحدة.
وقتل محمد بن زبيدة في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة وذلك في أربعة عشر سنة من إمامة الرضا عليه السّلام.
وروى عبد الرحمن بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال عن أميّة بن علي قال : كنت مع الرضا عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها ثم خرج الى خراسان وكان معه أبو جعفر ابنه وله في ذلك الوقت سنة والرضا عليه السّلام يودّع البيت فلما قضى طوافه عاد الى المقام فصلّى عنده وأبو جعفر على عاتق موفق الخادم يطوف به ، فلما صار به الى الحجر جلس أبو جعفر عنده فأطال فقال له موفق : قم يا مولاي جعلت فداك.
قال : ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلّا أن يشاء الله.
واستبان في وجهه الغمّ ، فصار موفق الى أبي الحسن عليه السّلام فأخبره بخبره فقام أبو الحسن فصار إليه وقال له قم : يا حبيبي.
فقال : ما أريد أن أبرح من مكاني هذا وكيف أبرح وقد رأيتك ودّعت البيت وداعا لا ترجع إليه أبدا.
فقال له : قم معي.
فقام معه.
وعنه عن محمد بن الحسن عن محمد بن سنان قال : كنّا مع الرضا عليه السّلام بمكّة فلما أردنا الخروج قلنا له : ان رأيت أن تكتب معنا الى ابي جعفر كتابا لنسلم عليه ونلقاه بكتابك اذا قدمنا المدينة؟
فكتب لنا إليه كتابا فلما وافينا أخرجه إلينا موفق على كتفه فدفعنا إليه الكتاب فعجز عن فضّه لصغر سنّه ففضّه له موفق ونشره بين يديه فأقبل ينظر فيه سطرا سطرا ويتبسّم ويطويه حتى قرأه الى آخره.
قال محمد بن سنان : فلما فرغ من قراءته حرّك رجليه على ظهر موفق وقال : تاخ