تحدثنا عن جانب من آرائهم هذه في كتابنا : سلمان الفارسي في مواجهة التحدي.
إن تقدم مرحب بينهم لم يكن لأجل عقله ، ودينه ، ومزاياه الأخلاقية ، والإنسانية ، بل لأنهم يحتاجون إلى فروسيته وشجاعته ، وقوته ، ويحتاجون إلى ماله ودنياه أيضا.
ب : اكفني مرحبا :
وبعد ، فما أروع كلمة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «يا علي ، اكفني مرحبا» ، فإنه تحدث بصيغة المتكلم وحده «اكفني» ، ربما لكي يشير : إلى أنه «صلىاللهعليهوآله» هو المقصود الحقيقي لمرحب ، وأن همة اليهود منصرفة إلى النيل من شخص رسول لله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن لا مشكلة لمرحب مع أحد من الناس إلا معه «صلىاللهعليهوآله» ..
أما سائر من حضر فلا يقيم مرحب لهم وزنا ، وهو قادر على استيعاب كل حركتهم ضده ، وليشير «صلىاللهعليهوآله» في كلامه هذا : إلى أن الذي يكفيه ويدفعه عنه هو خصوص علي «عليهالسلام» دون سواه.
ج : الناس يريدون عليا عليهالسلام :
وصرحت الرواية الآنفة الذكر أيضا : بأن الناس حين جزعوا وعجزوا عن مقاومة مرحب التجأوا إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وسألوه أن يخرج إليه عليا «عليهالسلام». مع علمهم بشدة مرضه «عليهالسلام» ، وذلك يدل على أنهم كانوا يعرفون طرفا من جهاد علي «عليهالسلام» ، وإقدامه وتضحياته في سبيل الله تعالى ، ويعرفون أنه لا يتعرض له أحد إلا