كما أن وجود هذا الخيار ، وظهور الميل إليه لدى بعض الفئات المحاربة ، سوف يضعف الثقة فيما بينهم ، ويخلّ بإمكانية الاعتماد على بعضهم البعض ، حين يبقى احتمال رغبة الناس بالأمان واحتمال أن يبادر إلى التماسه كل فرد منهم ، ماثلا أمامهم ، يثير القلق في نفوسهم ، ويضعف تأثير قراراتهم في تسكين النفوس ، وفي الشعور بالأمن ، وبالطمأنينة للسلامة ، والثقة بالنصر ، وبالتناصر ..
يضاف إلى ذلك : أنه قد يكون هناك أناس مستضعفون مغلوبون على أمرهم ، يقهرهم الأقوياء على مواقف لا يريدونها ، ويسخّرونهم لتحقيق مآربهم ، فيكون إعطاء هذا الأمان فرصة لهم يعيد إليهم الخيار ، ويمكنهم من الاختيار ، وبذلك يصبحون هم الذين يتحملون المسؤولية لو خاضوا تلك الحرب ، وارتكبوا أي خطأ ، أو ذنب.
وليس لهم أن يعتذروا بالاستضعاف ، وانسداد أبواب الخيارات الصحيحة أمامهم.
جعل علي عليهالسلام على المقدمة :
وإن جعل قيادة ذلك الجيش إلى علي «عليهالسلام» هو في حد ذاته أحد مفردات الحرب النفسية ، الشديدة التأثير على الأعداء ، الذين يعرفون عليا «عليهالسلام» ، وقد أذاقهم سيفه الويلات ، وحلت بهم منه الكوارث والنكبات. وهو أيضا يعطي المسلمين المزيد من القوة والاندفاع ، والثقة بالنصر ..
التشكيك في قيادة علي عليهالسلام :
وقد حاول بعضهم التشكيك بجعل علي «عليهالسلام» على مقدمة الجيش.