ولماذا يهتم النبي «صلىاللهعليهوآله» بقتل قاتل أخي ابن مسلمة ، ولا يذكر من عداه من الشهداء؟! ولا يعلن أنه يريد من علي «عليهالسلام» قتل الذين قتلوهم؟! .. فهل لأن قاتله هو مرحب لعنه الله ، وهو رأس الحربة لليهود ، وأعظم فرسانهم ، فإذا قتل مرحب ، تقع الهزيمة بهم ، ويحل الفشل والرعب فيهم؟! .. ويكون لذلك النصر العظيم نوع ارتباط ببني مسلمة ويكون ذلك بمثابة مكافأة لهم على خدماتهم للخليفة الثاني ، من خلال محمد بن مسلمة بالذات حسبما أشرنا إليه في جزء سابق.
ثانيا : إن هذا القول : «لأعطين الراية غدا رجلا الخ ..» إنما كان بعد فتح حصون النطاة والشق كلها ، وبعد وصوله «صلىاللهعليهوآله» إلى حصن القموص ـ وهو أعظم حصون خيبر ـ وهو من حصون الكتيبة وهو آخر حصن فتح في خيبر كلها ، أو قبل آخرها ..
إسهامات عمر في فتح خيبر :
وهل يمكن أن نفهم من هذه الرواية ، التي جعلت أسر اليهودي في نوبة حراسة عمر : أنهم أرادوا أن يجعلوا لعمر بن الخطاب سهما كبيرا في فتح خيبر؟! بهدف تقليص الفارق بينه وبين علي أمير المؤمنين «عليهالسلام» الذي قتل مرحبا ، وفتح الله تعالى خيبر على يديه ، واقتلع باب الحصن ، واتخذه ترسا. رغم عجز عشرات الأشخاص من حمله ، أو عن إعادته إلى موضعه؟!
فإذا أخذ رجل في نوبة حراسة عمر ، وأدلى ذلك الرجل بمعلومات تؤدي إلى فتح أحد حصون خيبر ، فلربما يفيد ذلك في إعادة رذاذ من ماء