* الرابع : إنّ وقوع السهو من الأنبياء في العبادة مناف لحكمة البعثة ، فإنّ الحكمة فيها إرشاد الخلق وتقريبهم إلى ما هو الأحبّ إلى الله تعالى والأصلح لهم.
ومن المعلوم أنّ الإقبال على عبادة الله تعالى أحبّ الأمور إلى الله تعالى وأصلحها للعبد ، وأنّ السهو مناف للإقبال ، فإذا لم يقبل النبيّ على عبادة ربّه وصدر منه السهو كانت الأمّة أولى بذلك وأحقّ بالمسامحة في العبادة!
وهذا من أكبر المنافيات لمنصب الدعوة إلى الله تعالى والقرب منه.
وأمّا ما احتمله الخصم من الإسهاء ، فخلاف ظاهر أخبارهم التي ذكرها المصنّف رحمهالله وغيرها ، بل خلاف صريح بعضها ..
فقد ذكر في « كنز العمّال » (١) حديثين من أخبار المقام ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيهما : « إنّما أنا بشر أنسى كما تنسون » ، أحدهما : عن البيهقي وسنن النسائي وأبي داود وابن ماجة (٢) ..
والآخر : عن سنن ابن ماجة ومسند أحمد (٣).
وذكر في « الكنز » (٤) أيضا حديثا آخر عن سنن أبي داود ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه : « إن نسّاني [ الشيطان ] شيئا من صلاتي فليسبّح القوم
__________________
(١) ج ٤ ص ١٠١ [ ٧ / ٤٧٠ ح ١٩٨٢٤ ]. منه قدسسره.
(٢) انظر : السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٣٣٥ ، سنن النسائي ٣ / ٢٨ و ٢٩ و ٣٣ ، سنن أبي داود ١ / ٢٦٧ ح ١٠٢٠ و ١٠٢٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٣٨٠ ح ١٢٠٣.
(٣) كنز العمّال ٧ / ٤٧٢ ح ١٩٨٣٣ ، وانظر : سنن ابن ماجة ١ / ٣٨٢ ح ١٢١١ ، مسند أحمد ١ / ٣٧٩.
(٤) ج ٤ ص ١٠١ [ ٧ / ٤٧٢ ح ١٩٨٣٧ ]. منه قدسسره.