ورووه أيضا عن عروة بن الزبير ؛ وهو معلوم العداوة لآل محمّد (١) ، ومتّهم بإرادة جلب الفضل لخالته في أمر لم تدّعه هي لنفسها لو صحّ السند إليه (٢).
على أنّ رأي عروة وغيره لا يزاحم تلك الأخبار المتواترة ، الحاكية لفعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقوله المأخوذ عن جبرئيل عن الله تعالى.
واستدلّ من زعم نزول الآية بالأزواج وعشيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بما رواه ابن حجر في « الصواعق » ، من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ضمّ إلى الأربعة الأطهار بقيّة بناته وأقاربه وأزواجه (٣).
وأثر الوضع على هذه الرواية ظاهر ، فإنّا لم نعهد وجود كساء يسع مقدار بني هاشم وأزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الّذين يبلغ عددهم في ذلك الوقت
__________________
(١) ورد أنّ الرعدة كانت تأخذ عروة إذا ذكر عليّ عليهالسلام ، فيسبّه ويضرب بإحدى يديه على الأخرى ، وكان يعيب على عليّ وينال منه ، وكان منحرفا عنه عليهالسلام ؛ أنظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٤ / ٦٩ و ١٠٢.
(٢) الدرّ المنثور ٦ / ٦٠٣.
نقول : أمّا سند الحديث إليه كما أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ١٦٠ فهو : محمّد بن عمر ، عن مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود ، عن عروة.
ومحمّد بن عمر ، هو الواقدي ، فقد ضعّفه يحيى بن معين وقال فيه : ضعيف ، ليس بثقة ، وقال أحمد بن حنبل : كذّاب ، وقال البخاري ومسلم : متروك الحديث ، وقال النسائي : ليس بثقة ؛ انظر : تهذيب الكمال ١٧ / ٩٧ ـ ١٠٤ رقم ٦٠٩٠.
وأمّا مصعب ، فقد ضعّفه يحيى بن معين كذلك ، وقال أحمد بن حنبل : أراه ضعيف الحديث ، وقال أبو حاتم والنسائي : ليس بالقوي ؛ انظر : تهذيب الكمال ١٨ / ١٢٠ رقم ٦٥٧٢.
وأمّا أبو الأسود ، فهو : محمّد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي الأسدي ، يتيم عروة ؛ انظر : تهذيب الكمال ١٦ / ٥٠٧ رقم ٦٠٠٠.
(٣) الصواعق المحرقة : ٢٢٢.