يده (١).
ولو لم يكن الإمام السابق معصوما حاكيا عن الله تعالى لم ينفع نصّه ؛ لاحتمال خطئه أو عمده إلى من لم يكن أهلا للإمامة اتّباعا للهوى أو حبّا للرحم.
ففي الحقيقة لم يوافقنا السنّة على ثبوت الإمامة بنصّ الإمام السابق ؛ لأنّا نريد بالسابق إماما خاصّا وهم يريدون غيره.
الثامن : إنّ نصب الإمام واجب على الله تعالى ، فلا بدّ أن يكون الاختيار والتعيين منه تعالى ، ويدلّ على وجوبه عليه الكتاب والعقل ..
* أمّا الكتاب ، فقوله تعالى : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) (٢) ، وبالضرورة أنّ نصب الإمام رحمة.
وقوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) (٣) ، ولا ريب أنّ نصب الإمام من الهدى ، أو مقدّمته ، فيجب.
وقوله تعالى : ( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) (٤) ، ومن الواضح أنّ نصب الإمام من قصد السبيل.
* وأمّا العقل ، فأمران :
الأوّل : إنّه لا إشكال بأنّ الناس في كلّ وقت محتاجون إلى عالم بكلّ ما كلّف الله تعالى به عباده وجاء به الرسول من عنده ، من حلال أو حرام ، فإنّ حلال محمّد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة (٥).
__________________
(١) راجع الصفحة ٢١٧ وما بعدها من هذا الجزء.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ٥٤.
(٣) سورة الليل ٩٢ : ١٢.
(٤) سورة النحل ١٦ : ٩.
(٥) الكافي ١ / ٧٩ ح ١٧٥ ، وانظر : سنن الدارمي ١ / ٨٥ ح ٤٣٦.