عند جنح الليل ، قالت : فذكرت شيئا صنعه بيده ، وجعل لا يفطن لأمّ سلمة ، وجعلت أومئ إليه حتّى فطن ..
قالت أمّ سلمة : أهكذا [ الآن ]؟! أما كانت واحدة منّا عندك إلّا في خلابة (١) كما أرى ، ـ وسبّت عائشة ـ!
وجعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ينهاها فتأبى ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سبّيها! فسببتها [ حتّى غلبتها ].
فانطلقت أمّ سلمة إلى عليّ وفاطمة ، فقالت : إنّ عائشة سبّتها ، وقالت لكم وقالت لكم.
فقال عليّ لفاطمة : إذهبي فقولي : إنّ عائشة قالت لنا وقالت لنا.
[ فأتته ] فذكرت ذلك له ، فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّها حبّة (٢) أبيك وربّ الكعبة.
فرجعت إلى عليّ فذكرت له الذي قال لها.
فقال : أما كفاك إلّا أن قالت لنا عائشة وقالت لنا حتّى أتتك فاطمة فقلت لها : إنّها حبّة أبيك وربّ الكعبة ».
فأنت ترى أنّ عائشة قد رمت أمّ سلمة الطاهرة بأنّها سبّتها ظلما ، ولم تنته بنهي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم تراع حرمته ، وأنّها أرادت الفتنة بينها وبين أمير المؤمنين والزهراء عليهماالسلام ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يجب بضعته إلّا بأنّ عائشة حبّته!
__________________
(١) الخلابة : المخادعة ، وقيل : الخديعة باللسان ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ١٦٥ مادّة « خلب ».
(٢) الحبّ ـ والأنثى بالهاء ـ : الحبيب والمحبوب ؛ انظر : لسان العرب ٣ / ٧ ـ ٨ مادّة « حبب ».