وعند الواقدي والمقريزي : أحضرت الصحيفة والدواة ليكتب عثمان الصلح ، وعبادة بن بشر على رأس رسول الله «صلى الله عليه وآله» مقنع بالحديد.
ولما أرادوا أن يكتبوا الشهادة جاء أسيد بن حضير ، فرأى عيينة بن حصن قد مد رجله بين يدي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وعلم ما جاء له فأقبل إلى عيينة وقال :
يا عين الهجرس ، أتمدّ رجلك بين يدي رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! فو الله ، لولا مجلس رسول الله لأنفذت جنبك بهذا الرمح.
ثم أقبل بوجهه إلى النبي فقال : يا رسول الله ، إن كان هذا شيئا أمرك الله به لا بد لنا من عمله ، أو أمرا تحبه ، فاصنع ما شئت ، ما نقول فيه شيئا ، وإن كان غير ذلك ، فو الله ما نعطيهم إلا السيف ، متى كانوا يطمعون منا؟!
فسكت النبي «صلى الله عليه وآله» ولم يقل شيئا.
وعلى حد تعبير الواقدي : فأسكت رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فدعا سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، فاستشارهما فيه (خفية) ، فقالا مثل ما قال أسيد (وأبوا إعطاء الدنية ، فأمره النبي «صلى الله عليه وآله» بشق الكتاب) فاعتذر «صلى الله عليه وآله» بأنه قد رأى العرب رمتهم عن قوس واحدة.
إلى أن تقول الرواية : فتناول سعد ، أي ابن معاذ ، الصحيفة وأخذها من عثمان فمحا ما في الكتاب ، ومزق الكتاب.
ثم تذكر الرواية : محاورة بين عبادة بن بشر وعيينة. ثم ذكر رجوع عيينة والحارث.