الآخرين يجد : أن
ابن هشام لم يكن يريد مجرد تلخيص سيرة ذلك الرجل العلامة الخبير والمعتمد في شأن
السيرة النبوية الشريفة.
بل
أراد أيضا : أن يستبعد نصوصا
ذات طابع معين رأى أن الاحتفاظ بها يضر ببعض الاتجاهات ، أو يضع علامة استفهام
كبيرة عليها.
وهذا
الأمر : يضع عمل ابن هشام
في السيرة في عداد الأعمال الخيانية بالنسبة للحق وللحقيقة ، من منطلق تعصب مذهبي
بغيض ومقيت.
والذي
يلاحظ تعليقات ابن هشام على الأشعار المتقدمة يجد : أنه يحاول التشكيك في خصوص ذلك النوع من الشعر الذي يمقته
ويبغضه ، ولا يطيقه ، فيدعي أن أكثر أهل العلم ينكره لحسان ، أو لعلي ، أو لمسافع
الخ ..
رغم أننا لم نعثر
ولو على رجل واحد قد أنكر أيا من تلك المقطوعات ، أو شكك في نسبتها لأصحابها. ما
عدا أولئك الذين لا وجود لهم إلا في مخيلة ابن هشام.
ولا
نريد بعد هذا أن نسأل ابن هشام ولا غيره : عن سبب تشكيكهم ذاك. فإننا لن نسمع منه جوابا مقنعا ولا
مقبولا ، مهما طال بنا الانتظار.
تعصب يثير الغثيان
:
كنا نتوقع كل شيء
من التجني ، والافتراء ، والتحريف للحقائق الثابتة ، بدافع من الحقد والتعصب ضد
علي وأهل بيته «عليهم السلام» ، إلا أننا لم نتوقع أن يتجاهل هؤلاء الحاقدون
الأغبياء مواقف وبطولات وأثر علي في حرب الخندق ، خصوصا قتله كبش كتيبة جيش الشرك
عمرو بن عبدود العامري ، لأن تجاهل مثل هذا الحدث المصيري ، الذي شاع وذاع ، يحتاج
إلى