قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ١١ ]

273/335
*

الذين اعتادوا على نقض العهود والمواثيق ، ولتريهم مصيرهم الذي ينتظرهم. وهي من الرؤى الصادقة ، تماما كرؤيا عاتكة التي حصلت لها قبل حرب بدر ، فإنها هي الأخرى قد جاءت إنذارا لأهل مكة المشركين ، وإقامة للحجة عليهم ، بطريقة تلامس الوجدان الإنساني ، وتثير ضميره ، وتهزه روحيا من الأعماق.

تزوير التاريخ :

يقول بعض المستشرقين عن قبيلة قريظة : «ظلت هذه القبيلة على الحياد فيما يتعلق بالعمل العسكري ، ولكنها قامت بمفاوضات مع أعداء محمد ، ولو أنها وثقت من قريش وحلفائهم من البدو لانقلبت على محمد.

وقد هاجم محمد قريظة ، بعد أن تخلص من أعدائه ، ليظهر أن الدولة الإسلامية الفتية لا تسمح بمثل هذا الموقف المشبوه.

وانسحبت قريظة إلى أطمها ، ولم ترد على الهجوم بحماس ، ثم أرسلت تطلب الاستسلام بنفس الشروط التي استسلم بها بنو النضير ، فأجيبت : أن عليها أن تستسلم بدون قيد أو شرط.

فطلب اليهود استشاره أبي لبابة ، فلبى نداءهم.

أما ما جرى بينهما ، فلا يزال سرا الخ ...» (١).

ونقول :

إننا نسجل على هذا الكلام النقاط التالية :

١ ـ إنه يظهر : أن هذا الكاتب يريد تخفيف ذنب بني قريظة ، وإبهام

__________________

(١) محمد في المدينة ، لمونتجمري وات ص ٣٢٦.