قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ١١ ]

209/335
*

وأولى بالاعتبار.

٣ ـ وقد تقدم في الجزء السابق : أن نعيم بن مسعود وحسان بن ثابت قد أظهرا تعاطفا واضحا مع بني النضير حينما أجلاهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» فتصدى لهما أبو عبس ورد عليهم بقوة (١) ، فراجع.

وقد يستفيد البعض من ذلك : أن نعيم بن مسعود كان حينئذ مسلما.

فما معنى قولهم هنا : إنه قد أسلم في غزوة الخندق؟!.

التبرير بلا مبرر :

ويقول البعض : «كان لوحدة الصف الإسلامي ، وانضباط المسلمين ووقوفهم صفا واحدا خلف قائدهم أثر كبير في تطور الموقف ونتائجه ، سيما وأن خصومهم كانوا على نقيض ذلك. وهذا ما سهل كثيرا مهمة الدبلوماسية الإسلامية ، التي اعتمدت اعتمادا رئيسيا على هذه الناحية ، فنجحت في تفريق صفوف الأحزاب ، وتشتيت شملهم» (٢).

ونقول :

إن هذا الكاتب قد نسي : المتخاذلين والمنافقين ، الذين كانوا يتسللون لواذا ، ويتركون النبي «صلى الله عليه وآله» ، ويحتجون لانسحابهم من المعركة بحجج واهية. وكان لهم دور رئيس في تخذيل الناس ، وبث الرعب والخوف في نفوس الكثيرين منهم.

ونسي أيضا : تخاذلهم عن عمرو بن عبدود ورفاقه ، وهم أقل عددا من

__________________

(١) راجع : المغازي للواقدي ج ١ ص ٣٧٥.

(٢) الرسول العربي وفن الحرب ص ٢٥٦.