لكن هناك نص يقول : إنهم قد طلبوا الرهائن حين كلمهم حيي بن أخطب في نقض العهد ، فإنهم طلبوا منه : أن يأخذ لهم رهائن من قريش وغطفان تكون عندهم ، تسعين رجلا من أشرافهم (١) ، وذلك قبل إسلام نعيم.
وقد حاول البعض : أن يحل هذا الإشكال ، فقال : «قد يحتمل أن تكون قريظة لما يئسوا من انتظام أمرهم مع قريش وغطفان بعثوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يريدون منه الصلح على أن يرد بني النضير إلى المدينة» (٢).
وهو حل غير مقبول : لأنهم بعد أن يئسوا من انتظام أمرهم مع المشركين ، وصيرورتهم في الموقف الأضعف ، وأصبحوا يخشون على أنفسهم من مغبة غدرهم ، وعواقب خيانتهم وما جنته أيديهم ، لم يكونوا ليجرؤوا على اشتراط إرجاع بني النضير إلى أراضيهم.
أضف إلى ذلك : أن هذا الاحتمال الذي ذكره ابن كثير لا يحل إشكال أن يكون طلب الرهائن قبل إسلام نعيم. حسبما أوضحناه.
ثالثا : إننا لا نكاد نصدق دعوى نعيم : أن قريظة قد أرسلت بحضوره إلى النبي «صلى الله عليه وآله» تعده بأخذ سبعين ، أو تسعين رهينة من أشراف قريش وغطفان ليقتلهم.
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١١٣ و ١٠٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٩٩ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٠١.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ١١٣.