فصابر من أعدائه محنا وما |
|
يصابرها إلا الذي شأنه الصبر |
وما هو إلا شافع لمحبه |
|
فيشفع في يوم يكون به النشر |
قضى عمره في النسك والبر والهدى |
|
ولا عجب منه به ينقضي العمر |
وأن له قبر بأرض زكت به |
|
يود بها لو ينبت الورود والزهر |
تنافسها الأنواء في بركاتها |
|
ومنها علها ينزل الغيث والقطر |
تضاحكها الأيام في حسنها كما |
|
يعانقها في ليلها القمر البدر |
عليه بناء عبقريّ مُشيدٌ |
|
تضل عليه نظرة العين والفكر |
له منظر عالٍ على كل ناظر |
|
وهيهات أن يبلى بها المنظر النضر |
ووجه جميل ساحر بجماله |
|
إلى كل عين منه ينبعث السحر |
وما قبره إلا مقام مقدسٍ |
|
كما قُدس البيت المحرّم والحجر |
وتزدحم الأملاك والناس عنده |
|
فمنهم دعاء صاعد فيه أو ذكر |
فماذا رأى منه الرشيد فساءه |
|
وهاجت له فيه المكايد والمكر |
فأن له حق الخلافة دونه |
|
فحلّ به من أجلها الخوف والذعر |
فجاهده في بغضه وعدائه |
|
إلى ان بدت منه الخيانةُ والغدر |
فأن بني حرب عليهم تأمروا |
|
بإشعال حربٍ يستطيل بها الدهر |
فهم وبنو العباس أجمع رأيهم |
|
على حربهم أن لا يكون لهم أمر |
فشبت حروب منهم وملاحم |
|
فأودت بهم سمر القنا والظبا البتر |
ويدفع بعض بعضهم لقتالهم |
|
لدى كل عصر ما خلا منهم عصر |
ولم ينجُ منهم واحد غير غائب |
|
إليه يعود الأمر والثار والوتر |
أما آن يا من يفرج الهم ذكره |
|
نهوضك حيث الهم ضاق به الصدر |