يا سليل المصطفى والمرتضى الكرّار حيدر |
|
وابن أمّ الغرر الزهراء يا موسى بن جعفر |
أنت سرّ الله فيك الله قد أودع نوراً |
|
منه آفاق علوم الكون طراً تتنوّر |
سجد الأملاك للرحمن لمّا أن رأوه |
|
لاح فيه وجه أبينا صفوة الله وأسفر |
وبه نار خليل الله برداً وسلاماً |
|
أصبحت لمّا تغشاها مروجاً تتعطّر |
وبه أخرج موسى يده بيضاء حتّى |
|
بعصا موسى اثنتا عشرة عيناً تتفجّر |
وبه الله لداود ألان الصلب لطفاً |
|
نسج الأدرع للحرب تقي البأساء والشر |
وبه نال سليمان عظيم الملك حتّى |
|
سخّر الجنّ وللطير وللأرواح سخّر |
وبه كلّم عيسى الناس في المهد صبياً |
|
وبه ينفخ في الميت فيحييه وينشر |
وبه سار رسول الله في الآفاق ليلاً |
|
تنطوي الأرض وفي حرّ السماوات يُسير |
فيك هذا النور قد أودعه الله تعالى |
|
وهو سرٌّ غامضٌ منه العقول العشر تبهر |
ترى إبليس ومن يتبعه في الغيّ حقدا |
|
وعلى طول المدى أن يطفئوا الضوء المنوّر |
منذ ذاك اليوم حتّى اليوم حتّى بعد هذا |
|
وإلى اليوم الذي فيه عباد الله تحشر |
قتلوا ظلماً وزوراً سجنوا جاروا أبادوا |
|
نهبوا سمّوا أباحوا خفراتٍ تتخدّر |
صادروا الأموال والأولاد والأنفس قسرا |
|
واسترقّوا الأنفس الأحرار والعبد المحرّر |
أعدموا صلباً وشنقاً غيلةً قتلاً وخنقاً |
|
أحرقوا رمياً وصلياً نسفوا كلّ معمّر |
هدّدوا بل شرّدوا بل بدّدوا شرقاً وغرباً |
|
قصفوا واستنزفوا كلّ دم زاكٍ مطهّر |
حاولوا إمكانهم أن يطفئوا لله نوراً |
|
وأبى الرحمن إلّا أن يتمّ النور يزهر |
كلّ طاغٍ كلّ باغٍ معتدٍ كلّ أثيم |
|
عندما يطغى على إخوانه أو يتجبر |
سرّه النقص الذي يشعر فيه بازدياد |
|
جاهداً أن يتلافاه كما قد يتصوّر |
ظنّ أن يكمله بالقتل والإرهاب والعنـ |
|
ـف وبالقسوة حتّى لتراه يتهستر |