وطوفوا احتراماً ثم اخفوا التكلما |
|
على مرقد فيه ملائكة السّما |
|
تكون وجبريل الامين المكرم |
|
كسته يد النور القديم غلالة |
|
فامسى لأقمار الهداية هالة |
فكم ضم من خير البرايا سلالة |
|
ضريح له يعنو الضراح جلالة ١ |
|
وينحط عنه العرش وهو المعظم |
|
به محكم الذكر العظيم قد انطوى |
|
فأربى على الوادي المقدس فيطوى |
وطاول عرش الله فخراً بمن حوى |
|
بلى انه عرش على جنبه استوى |
|
اناس لعرش الله ركن مَقوّم |
|
فهم أمن من يخشى عواقب جرمه |
|
وهم سرّ إبداء الوجود وختمه |
وهم حجج الرّحمن مظهر حلمه |
|
مهابط وحي الله خزّان علمه |
|
إليهم وفيهم كلّ فضل وعنهم |
|
كرام أتى في الذّكر تعظيم ذكرهم |
|
وعمّ جميع الخلق فاضل برّهم |
وإنّهم حقّاً وشامخ ٢ ذكرهم |
|
تراجمة للوحي تجري بأمرهم |
|
مقادير أمر الله بدءاً وتختم |
|
أيرجع صفر الكفّ آمل نيلهم |
|
وقد لاذ حيّاً ميّتاً تحت ظلّهم |
وهم خصب أبناء الرّجا عام محلهم |
|
بها ليل لا الرّاجي ندى فيض فضلهم |
|
يخيب ولا اللاجي يخاف ويهضم |
|
بأنوارهم للحقّ قد كشف الغطا |
|
وفي هديهم بان الصّواب من الخطا |
____________
(١) الضراح : بيت في السماء الرابعة تطوف به الملائكة.
(٢) الواو للقسم.