أبكي لنعشك والأبصار ترمقه |
|
ملقىً على الجسر لا يدنو له أحد |
نادوا عليه نداءً تقشعرّ له الـ |
|
سّبع الطّباق فهلّا زُلزل البلد |
أبكيك ما بين حمّالين أربعة |
|
تشال جهراً وكلّ النّاس قد شهدوا |
تصرّم العمر مني وانقضى أملي |
|
وما وفت لي أيامي بما تعد |
ولو تعي الهضب ما في القلب من ألم |
|
دكّت ولم تتحمل بعض ما اجد |
لم تجتمع هاشم البطحا لديه ولا |
|
الأشراف من مضر الحمراء تحتشد |
ومن اذا الدهر قد هبت زعازعه |
|
عليهم الناس بعد الله تعتمد |
كأنها ما درت ان العميد مضى |
|
ومن رواق علاها قد هوى العمد |
وله أيضاً في الإِمام الكاظم موسى بن جعفر عليهماالسلام :
قصدت بحاجاتي لموسى بن جعفر |
|
فيمّمت باباً عنده الصّعب يسهلُ |
حمىً عكفت فيه ملائكة السّما |
|
فتعرج أفواج واخرى تنزّل |
نحا قبره العافون من كلّ وجهة |
|
إلى الله في أعتابه نتوسّل |
فما حاجة إلّا بمغناه تنقضي |
|
ولا غلّة إلّا بجدّاه تنهل |
بنفسي الّذي لاقی من القوم صابراً |
|
إذاً لو يلاقي يذبلاً ساخ يذبل |
بعيداً عن الأوطان والأهل لم يزل |
|
ببغداد من سجن لآخر ينقل |
يعاني وحيداً لوعة السّجن مرهقاً |
|
ويرسف في الأصفاد وهو مكبّل |
ودسّ له السّمّ ابن شاهك غيلة |
|
فأدرك منه الرّجس ما كان يأمل |
ومات سميماً حيث لا متعطّف |
|
لديه ولا حانٍ عليه يعلّل |
قضى فغدا ملقىً على الجسر نعشه |
|
له النّاس لا تدنوا ولا تتوصّل |
ونادوا على جسر الرّصافة حوله |
|
نداءاً تكاد الأرض منه تزلزل |