فقال يغفر الله لك فآلي علي بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك فأتى عليه ثانية ففعل فلم يزل إبراهيم يطأ خده وعلي بن يقطين يقول اللهم اشهد ثمّ انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليهماالسلام بالمدينة فأذن له ودخل فقبل.
٥
ـ وروي عن محمّد بن الحسن المعروف بالقاضي الوراق عن احمد ابن محمّد بن السمط قال سمعت من أصحاب الحديث والرواة المذكورين أن موسى بن جعفر عليهالسلام كان في حبس هارون
الرشيد وهو في المسجد المعروف بمسجد المسيب من الجانب الغربي بباب الكوفة لأنه قد نقل الموضع إليه من دار السندي بن شاهك وهي الدار المعروفة بدار ابن أبي عمرويه وكان موسى عليهالسلام
هناك وقد فكر هارون الرشيد في قتله بالسم فدعا بالرطب فأكل منه ثمّ اخذ صينية فوضع فيها عشرين رطبة واخذ سلكاً ففرقه بالسم في سم الخياط واخذ رطبة من تلك العشرين وجعل يردد ذلك السلك المسموم في أول رطبة الى آخرها حتى علم انه قد مكن السم فيها واستكثر من ذلك ثمّ أخرج السلك منها وقد قال لخادمه احمل هذه الصينية الى موسى بن جعفر وقل له إن أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب وهو يقسم عليك بحقه لما أكلته عن آخره لأني اخترته لك بيدي ولا تترك منه شيء ولا يطعم منه احد فاتاه الخادم وابلغه الرسالة فقال له موسى أئتني بخلاله فناوله إياها وقام بإزائه وهو يأكل الرطب وكان للرشيد كلبة اعزّ عليه من كل ما في مملكته فجذبت نفسها وخرجت تجر سلاسلها من ذهب وفضة وجواهر منظومة حتى عادت الى موسى بن جعفر عليه السلام فبادر بالخلالة الى الرطبة المسمومة فغرسها ورماها الى الكلبة فاكلتها الكلبة فلم تلبث ان ضربت