أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسن بن علي بن المتوكل ، نا أبو الحسن المدائني قال : قال أبو محمّد الباهلي : قال : سمعت زهير البابي (٢) يقول :
مات ابن لمطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، فخرج على الحي قد رجّل لمّته ، ولبس حلّته ، فقيل له : أنرضى منك بهذا وقد مات ابنك؟ فقال : أتأمروني أن أستكين للمصيبة ، فو الله لو أن الدنيا وما فيها لي وأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غدا ما رأيتها لتلك الشربة أهلا ، فكيف بالصلوات والهدى والرحمة؟
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمّد المقرئ ، وأبو عبد الرّحمن السلمي ، قالوا : نا أبو العباس بن يعقوب ، نا الخضر بن أبان ، نا سيّار ، نا جعفر ، نا ثابت قال :
كان عبد الله بن مطرّف بن عبد الله بلغ في الدنيا حتى استعمل ، فمات ، فخرج مطرّف وعليه ثياب من صالح ما كان يلبس ، فقالوا له : يموت عبد الله وتلبس مثل هذه الثياب؟ قال مطرّف : أستكين ، وقد وعدني الله عليها ثلاث خصال أحبّ إليّ من الدنيا كلها؟ قال الله تعالى : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) إلى قوله (هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(٣) فقد استرجعت كما أمرني ربي وكلّ واحدة من هذه الخصال أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها.
قال مطرّف : وما من شيء أعطى به في الآخرة قدر كوز من ماء إلّا وددت أنه أخذ مني الدنيا.
أخبرنا (٤) أبو الوقت السجزي (٥) ، أنا أبو عاصم الفضيل (٦) بن يحيى ، أنا عبد الرّحمن ابن أحمد الأنصاري ، أنا محمّد بن عقيل ـ البلخي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل البيكندي ـ ببخارى ـ أنا (٧) علي بن عثمان اللاحقي ، نا جرثومة بن عبد الله ، عن ثابت البنّاني
__________________
(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ١٩٩.
(٢) في حلية الأولياء : زهير الباني.
(٣) سورة البقرة ، الآيتان : ١٥٦ و ١٥٧.
(٤) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.
(٥) إعجامها ناقص بالأصل ، وفي «ز» ، ود : «الشجري» وفي م : «السحر».
(٦) في م : الفضل.
(٧) من قوله : البلخي .. إلى هنا مكانه بياض في م. وقوله : «إسحاق إبراهيم» استدرك على هامش «ز».