وبعد أن ناجزوه القتال أشد المناجزة انكسر أحمد فذهب للحال إلى قره محمد التركمانى والد قره يوسف واستنجده على أعدائه فانجده وانجلت الموقعة عن قتل الشيخ على وادبار جيش عادل آغا المخذول وبعد ذلك عقدت هدنة طلب فى أثنائها البغداديون إلى عادل آغا أن يبعث إليهم حاكما من قبله فعين لهم طرسون ابن أخيه من أمه أى ابن شقيقيه وأقام له وزيرا وعضدا «قوام الدين النجفى».
وأول شى هم به طرسون كان ذبح عبد الملك الطمنجى وكل من وضع يده وخضبها بدم الأمير إسماعيل ولما تم الأمر وقع اضطراب فى أعظم المدينة وكثرت الفتن وعظمت النوائر ونهبت الخزانة التى كان قد أجتمع ما فيها لحساب عادل آغا فلما سمع بهذه البلابل السلطان أحمد وكان يومئذ فى تبريز غادرها للحال وأسرع فى زحفه على أهل الفساد ليخلص من يديهم عين بلاده ومملكته أى بغداد ولما قرب منها وسمع طرسون بقدومه حاول الفرار لكن السلطان أحمد أقتص أثره فدهمه واحتز رأسه فخلا الجو للسلطان أحمد الجلائيرى وصفت له سماء سيدة البلاد فقضى فيها الشتاء ثم برحها فى الربيع متوجها إلى تبريز وقد لقى فيها نزلة حكم الخواجا يحيى السمنانى (سنة ٧٨٥ ه ـ ١٣٨٣ م) وفى هذه السنة ذهبت ذهاب الهبآء منثور سلطة الشاه منصور بن محمد القوينلى وكانت سلطة اسمية وهمية كما سبقنا فالمعنا إليها وقد ابتدات كما قلنا فى السنة ٧٧٨ ه ودامت إلى هذه السنة أى ٧٨٥ ه ورسخت قدم أحمد الجلائيرى أتم الرسوخ وعرف بكونه صاحب دار الخلافة الحقيقى لا الوهمى.
على أن عادل آغا عدل عن الخضوع لمن أقر له بالطاعة ولم يستصوب بقاءه تحت تلك الضربة التى أضرت بسمعته فتشاور مع «الشاه شجاع خان» وكان صاحب شيراز وتآمر معه على الإيقاع بمناوئه ثم أخذ بالزحف عليه إلا أن «الشاه شجاع خان» أوفد رسلا إلى السلطان أحمد وعهد إليهم أن يسعوا فى إصلاح ذات البين بالتى هى أحسن فقر الرأى على الاتفاق والتحاب فاستقدم حينئذ السلطان أحمد إلى بغداد أخاه بيازيد وأقامه فيها بكل أبهة وجلال.