صاحب الموصل ونسب العامة هذا الانقلاب إلى الكسوف والخسوف اللذين وقعا فى تلك السنة إذ خسف القمر فى شعبان خسوفا كليا وفى اليوم ٢٨ منه أيضا انكسفت الشمس كسوفا تاما غريبا وظهرت النجوم صلب النهار وخر كوكب من الغرب وظهر له ضوء مثل البدر وسمع صوت هائل وهو المعروف عند العلماء بالرجم فهلع لهذه الأحداث الجوية قلوب أهل بغداد وكادوا يموتون خوفا ولا تحدث عن الهرج والمرج اللذين وقعا على أثر هذه الوقائع. ولم تؤثر هذه الحوادث على الناس فقط بل شملت الحيوانات أنفسها حتى خيل للناس أن قد حانت ساعة القيامة فعلا النحيب وكثر العويل واستغاث أصحاب كل دين بأنبيائه ورسله وأئمته وقديسيه وكان ذلك اليوم من أهول الأيام شدة على الناس على أختلاف طبقاتهم ونحلهم.
على أن هذه السلطة لم تكن إلا أسميه لا حقيقية واشبهت تلك الحوادث الجوية التى ما كادت تظهر للعيان الإوغابت عن الأبصار لأن الشاه منصور لم يتملك على بغداد إلا فى تغيب إلامير حسين بينما أن جماعة من قواده انتهزوا فرصة سيره إلى تبريز لينقطعوا عنه ويستبدوا بالحكم. على أن الأمير حسين يقطع حين الأمل من العود إلى العرش إذ اعتمد على عادل آغا الذى فتح العراق العجمى ليتوصل إلى قتل القواد الخوارج والتخلص منهم ففعل واستراح منهم.
وفى تلك الأثناء اغتصب بعض الأكابر من أهل القوة والنفوذ واجتمعوا يدا واحدة فى دسيسة دسها الشيخ على ابن السلطان أويس وقتلوا الأمير إسماعيل حاكم بغداد بينما كان ذاهبا إلى الجامع ليصلى (سنة ٧٨٠ ه ـ ١٣٧٨ م ـ ١٣٧٩) ثم نادوا بهذا الشيخ ملكا على المدينة وعلى الولاية كلها.
أما السلطان حسين فتريث هنيهة ثم أقر للشيخ بالسلطنة على بغداد وولايتها.
لكن لما رأى امتداد جناح سطوته ونفوذه يوما فيوما حاول أن يقصه أو يقلمه فرفع لوآء العصيان والخروج على الشيخ ، ثم زحف على العاصمة يسانده فى هذا الأمر ويكاتفه فيه عادل آغا (فى خريف سنة ٧٨٢ ه ـ أو أخر سنة ١٣٨٠ م) فلما رأى الشيخ على نفسه على قاب قوسين من الخطر أو يكاد لم يتمكن من الوقوف