الكندى وغيره إلى
العربية ، واستخدم الخوارزمى هذه المادة لإجراء أبحاثه ، وأخرج بدوره مؤلفه
الجغرافى «وجه الأرض» .
وفى أواخر العصر
العباسى الأول ظهر الرحالة ، ومن أبرزهم ابن خرداذبه الذى عاش فى النصف الأول من
القرن الثالث الهجرى ، كتب كتابه المسالك والممالك ، ويعتبر من أقدم الكتب العربية
فى الجغرافيا ، وهو عبارة عن دليل يستفيد منه المسافرون فى الأهتداء إلى الطريق
البحرى الذى يبدأ من مصب دجلة عند الأبله ويصل إلى الهند والصين .
ومما يدل على
عناية المأمون بالبحث الجغرافى أنه جمع علماء عصره وأمرهم بوضع خريطة للعالم ،
فوضعوا له خريطة دقيقة كانت أفضل مما تقدمها من دراسات فى جغرافيا للعالم على عهد
بطليموس وغيره من علماء اليونان ، ولقد سميت بالمأمونية ، كذلك أمر المأمون سبعين
رجلا من علماء الجغرفيا بوضع كتاب فى الجغرافيا ، فصنفوا كتابا أفاد منه ولاة
الأقاليم فى الدولة العباسية إذ كان أشبه بدليل أرشدهم إلى مختلف البلاد والأمم .
ومن الأبحاث
الجغرافية التى أنجزت فى عهد المأمون ، قياس محيط الأرض وقد قام به علماء بغداد ،
وقدروه بنحو أربعة وعشرين ألف ميل ، وقد أختاروا لإجراء تجاربهم ، مكانين منبسطين
فى صحراء سنجار وأرض الكوفة ، ونصبوا الآلات وقاسوا الإرتفاعات والميل والأفق.
وعلموا أن كل درجة من درجات الفلك يقابلها ٣ / ٢ ٦٦ ميل ، وقياس العرب هذا هو أول
قياس حقيقى أجرى كله مباشرة مع كل ما أقتضته تلك المساحة من المدة الطويلة
والصعوبة والمشقة ، وخلص العلماء إلى أن الأرض مستديرة .
وتضمنت مجالس
مناظرات الخليفة الواثق مناقشات جغرافية على جانب كبير
__________________