اتخذت الخلفاء ومن
يلوذ بهم وكبار رجال الدولة فى بغداد على ملابسهم ، ويشمل اسم الخليفة ، وبقصر
الخلافة يقوم دار الطراز بهذه المهمة ..
وكان لباس المرأة
يتكون من ملاءة فضفاضة وقميص مشقوف عند الرقبة عليه رداء قصير ضيق يلبس عادة فى
الشتاء ، واتخذت سيدات الطبقة الراقية غطاء الرأس مرصعا بالجواهر محلى بسلسلة
ذهبية مطعمة بالأحجار الكريمة وكان السيدة زبيدة لها تأثير كبير فى تطور الزى وإدخال
تيسيرات على ملابس السيدات فى عصرها ، فيعزى إليها اتخاذ المناطق والنعال المرصعة
بالجواهر ، ولقد اتخذت ثوبا من الوشى الرفيع يزيد ثمنه على خمسين ألف دينار .
كما أن سيدات
الطبقة المتوسطة لم يجهلن فن التجميل ، فكن يتخذن اللؤلؤ والزمرد على عصائبهن ،
ويلبسن الخلاخل فى أرجلهن .
وجدير بالذكر أن
الناس فى بغداد كانوا يلبسوا الملابس البيضاء عند العزاء.
حرص الخلفاء على
تعليم أبنائهم مكارم الأخلاق ، ويتضح ذلك مما ذكره الرشيد لمؤدب ولده ، إذ يقول :
امنعه الضحك إلا فى أوقاته ، وخذه بتعظيم مشايخ بنى هاشم إذا دخلو إليه ، ورفع
مجالس القواد إذا حضروا مجلسه ، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فيها فائدة تقيده
إياها من غير أن تخزق به فتميت ذهنه ، ولا تمعن فى مسامحته فيستحلى الفراغ ويألفه
وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة ، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة .
وقد قال المنصور
لابنه المهدى : إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ،
والرعية لا يصلحها إلا العدل ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص
الناس عقلا من ظلم من هودونه ..
استدم النعمة
بالشكر ، والقدرة بالعفو ، والطاعة بالتأليف ، والنصر بالتواضع والرحمة للناس ،
ولا تنس نصيبك من الدنيا ونصيبك من رحمة الله.
__________________