اتخذت الخلفاء ومن يلوذ بهم وكبار رجال الدولة فى بغداد على ملابسهم ، ويشمل اسم الخليفة ، وبقصر الخلافة يقوم دار الطراز بهذه المهمة (١) ..
وكان لباس المرأة يتكون من ملاءة فضفاضة وقميص مشقوف عند الرقبة عليه رداء قصير ضيق يلبس عادة فى الشتاء ، واتخذت سيدات الطبقة الراقية غطاء الرأس مرصعا بالجواهر محلى بسلسلة ذهبية مطعمة بالأحجار الكريمة (٢) وكان السيدة زبيدة لها تأثير كبير فى تطور الزى وإدخال تيسيرات على ملابس السيدات فى عصرها ، فيعزى إليها اتخاذ المناطق والنعال المرصعة بالجواهر ، ولقد اتخذت ثوبا من الوشى الرفيع يزيد ثمنه على خمسين ألف دينار (٣).
كما أن سيدات الطبقة المتوسطة لم يجهلن فن التجميل ، فكن يتخذن اللؤلؤ والزمرد على عصائبهن ، ويلبسن الخلاخل فى أرجلهن (٤).
وجدير بالذكر أن الناس فى بغداد كانوا يلبسوا الملابس البيضاء عند العزاء.
حرص الخلفاء على تعليم أبنائهم مكارم الأخلاق ، ويتضح ذلك مما ذكره الرشيد لمؤدب ولده ، إذ يقول : امنعه الضحك إلا فى أوقاته ، وخذه بتعظيم مشايخ بنى هاشم إذا دخلو إليه ، ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه ، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فيها فائدة تقيده إياها من غير أن تخزق به فتميت ذهنه ، ولا تمعن فى مسامحته فيستحلى الفراغ ويألفه وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة ، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة (٤).
وقد قال المنصور لابنه المهدى : إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ، والرعية لا يصلحها إلا العدل ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هودونه ..
استدم النعمة بالشكر ، والقدرة بالعفو ، والطاعة بالتأليف ، والنصر بالتواضع والرحمة للناس ، ولا تنس نصيبك من الدنيا ونصيبك من رحمة الله.
__________________
(١) مقدمة ابن خلدون ص ٢١٠ ـ ، ٢١١
(٢) سيد أمير على ـ مختصر تاريخ العرب ص ، ٣٩٠
(٣) المدور ـ حضارة الإسلام فى دار السلام ص ، ٥٥
(٤) المسعودى ـ مروج الذهب ، ٢٧٨
(٤) المسعودى ـ مروج الذهب ، ٢٧٨