من أي يومي من الموت أفر |
|
أيوم لم يقدر أم يوم قدر |
وقال الشاعر :
أضرب عنك الهموم طارقها |
|
ضربك بالسيف قونس الفرس |
وقال : قراءة مرذولة. وقال الزمخشري : وقد ذكرها عن أبي جعفر المنصور ، وقالوا : لعله بين الحاء ، وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها ، انتهى. ولهذه القراءة تخريج أحسن من هذا كله ، وهو أنه لغة لبعض العرب حكاها اللحياني في نوادره ، وهي الجزم بلن والنصب بلم عكس المعروف عند الناس. وأنشد قول عائشة بنت الأعجم تمدح المختار بن أبي عبيد ، وهو القائم بثأر الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما :
قد كان سمك الهدى ينهد قائمه |
|
حتى أتيح له المختار فانعمدا |
في كل ما هم أمضى رأيه قدما |
|
ولم يشاور في إقدامه أحدا |
بنصب يشاور ، وهذا محتمل للتخريجين ، وهو أحسن مما تقدم. (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) : كناية عن عصمته من الذنوب وتطهيره من الأدناس ، عبر عن ذلك بالحط على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك ، كما يقول القائل : رفعت عنك مشقة الزيارة ، لمن لم يصدر منه زيارة ، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه. وقال أهل اللغة : أنقض الحمل ظهر الناقة ، إذا سمعت له صريرا من شدة الحمل ، وسمعت نقيض المرجل : أي صريره. قال عباس بن مرداس :
وأنقض ظهري ما تطويت منهم |
|
وكنت عليهم مشفقا متحننا |
وقال جميل :
وحتى تداعت بالنقيض حباله |
|
وهمت بوأي زورة أن نحطها |
والنقيض : صوت الانقضاض والانفكاك. (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) : هو أن قرنه بذكره تعالى في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والتشهد والخطب ، وفي غير موضع من القرآن ، وفي تسميته نبي الله ورسول الله ، وذكره في كتب الأولين ، والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به. وقال حسان :
أغر عليه للنبوة خاتم |
|
من الله مشهور يلوح ويشهد |
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه |
|
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد |