وروي هذا عن الكسائي ، وعلى الابتداء ، وخبره : يا رب إلى لا يؤمنون ، أو على أن الخبر محذوف تقديره مسموع ، أو متقبل ، فجملة النداء وما بعده في موضع نصب بو قيله. وقرأ أبو قلابة : يا رب ، بفتح الباء ؛ أراد : يا ربا ، كما تقول : يا غلام. ويتخرج على جواز الأخفش : يا قوم ، بالفتح وحذف الألف والاجتزاء بالفتحة عنها. وقال الزمخشري : والذي قالوه يعني من العطف ليس بقوي في المعنى ، مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسن اعتراضا ، ومع تنافر النظم ، وأقوى من ذلك. والوجه أن يكون الجر والنصب على إضمار حرف القسم وحذفه ، والرفع على قولهم : أيمن الله ، وأمانة الله ، ويمين الله ، ولعمرك ، ويكون قوله : (إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) ، جواب القسم ، كأنه قال : وأقسم بقيله ، أو وقيله يا رب قسمي. (إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) ، وإقسام الله بقيله ، رفع منه وتعظيم لدعائه والتجائه إليه. انتهى ، وهو مخالف لظاهر الكلام ، إذ يظهر أن قوله : يا رب إلى لا يؤمنون ، متعلق بقيله ، ومن كلامه عليهالسلام : وإذا كان أن هؤلاء جواب القسم ، كان من إخبار الله عنهم وكلامه ، والضمير في وقيله للرسول ، وهو المخاطب بقوله : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ) ، أي أعرض عنهم وتاركهم ، (وَقُلْ سَلامٌ) ، أي الأمر سلام ، فسوف يعلمون وعيد لهم وتهديد وموادعة ، وهي منسوخة بآية السيف. وقرأ الجمهور : يعلمون ، بياء الغيبة ، كما في : فاصفح عنهم. وقرأ أبو جعفر ، والحسن ، والأعرج ، ونافع ، وهشام : بتاء الخطاب. وقال السدي : وقل سلام ، أي خيرا بدلا من شرهم. وقال مقاتل : أورد عليهم معروفا. وحكى الماوردي : قل ما تسلم به من شرهم.